وسط حضور شعبي ورسمي مهيب، شيع أمس جثمان العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وحفيده أحمد، انطلاقا من جامع بني أمية الكبير بدمشق إلى مثواهما الأخير ليرقدا بجوار ضريح صلاح الدين الأيوبي. وقد أم صلاة الجنازة نجل العلامة الراحل، توفيق البوطي. وفور وصول جثماني البوطي وحفيده أحمد إلى جامع الأمويين وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تم قطع عدد من طرق العاصمة المؤدية من مستشفى أمية إلى الجامع الذي يقع في دمشق القديمة، تدافع المشيعون في اتجاه جثمان البوطي لدى دخوله مصلى الجامع، هاتفين: "لا إله إلا الله".. وقال الدكتور محمد عبد الستار، وزير الأوقاف، عقب أداء صلاة الجنازة: "إن اغتيال العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي هو استهداف للفكر النير والعلوم الإسلامية والإسلام الحقيقي ويستهدف وجود وكيان سورية وكل عطاءات هذا البلد". واستغل مفتي سوريا العام، الدكتور أحمد بدر الدين حسون، مراسم التشييع المهيبة، ليرد على المتسائلين عمن القاتل ويبرئ ذمة النظام، قائلا: "أما بالنسبة للذين شككوا منذ يومين فيمن اغتال الشيخ الدكتور البوطي، فأقول لهم من اللحظة الأولى أنتم تشككون، ولكن بيننا وبينكم الله، لأنكم كي تبقوا الحرب مشتعلة والقتل مستعرا تتهمون أبناء الوطن بقتل شيخنا". ووجه نداء إلى العالمين الإسلامي والعربي قائلا: "تعالوا لإنقاذ سورية من حرب عالمية شنت عليها، فإذا سقطت سورية سقطتم جميعا، ولن تكون بعدها قمة أو قيمة لكم". من جانبه، قال الشيخ الدكتور محمد توفيق البوطي، نجل العلامة الراحل، إن القتلة "يخربون سورية وينذرون أنفسهم للشيطان ويسفكون الدماء البريئة ويريدون من وراء ذلك استهداف الدين الوسط البعيد عن التطرف والانحراف". أما المطران لوقا الخوري، النائب البطريركي العام للروم الأرثوذكس، فقال: "قتلوه لأنه أراد أن يجمع بين المسيحية والإسلام وبين الأخوة في بلد سوري مقدس لا يعرف إلا المحبة والسلام، فلم يعجبهم ذلك، لأن الكلمة أقوى من الرصاص والمدفع ومن كل شيء يستعملونه ضد سورية". البوطي كان من أشد منتقدي الحركة المسلحة ضد النظام، وتحدث في خطبة ألقاها في 8 مارس عن "غزو شامل متنوع" على سوريا، داعيا إلى النفير العام. وبالمقابل، انهال يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد العلماء المسلمين، على البوطي من منبر حصة "الشريعة والحياة"، بقناة "الجزيرة" الأسبوع الماضي، منتقدا موقفه الداعم للنظام السوري، وحمله مسؤولية الدماء والقتل والتدمير في سوريا، وذهب إلى حد الطعن في علمه وفكره.