مقتل الشيخ البوطي في تفجير انتحاري بجامع الإيمان في دمشق قتل العلامة السوري البارز محمد سعيد رمضان البوطي يوم الخميس في تفجير انتحاري استهدف مسجدا في منطقة المزرعة شمال شرق دمشق وفي رد رسمي على العملية، أكد الرئيس بشار الأسد أن دم البوطي و دماء الشعب السوري "لن تذهب سدى". و كان البوطي قد رفض المواقف التي سار عليها بعض العلماء و المرجعيات الدينية السنية و خاصة المصري يوسف القرضاوي بدعم و تبرير عمليات الثورة على نظام بشار الأسد في سوريا. كما أنه لم يبرر للجماعات الإسلامية المسلحة في مختلف البلدان العربية منذ سنوات مضت لجوءها إلى العنف المسلح ، و رفض تزكية ما حدث في الجزائر مع بداية تسعينات القرن الماضي من أعمال قتل باسم الدين، كما فعل بعض الذين أفتوا بشرعية قتال الجزائريين لبعضهم. وبلغت "حصيلة التفجير الارهابي في جامع الإيمان بدمشق 42 شهيدا و84 جريحا". و أوضحت الوكالة الرسمية أن " ارهابيا انتحاريا فجر خلال اعطاء البوطي درسا لطلاب العلم في جامع الايمان ما أدى الى استشهاد العلامة البوطي واستشهاد وجرح العشرات من الطلاب من بينهم حفيده". وعرض التلفزيون الرسمي السوري صورا أولية لمكان التفجير أظهرت جثثا للقتلى وبقع دم منتشرة بكثافة اضافة الى اشلاء بعض القتلى. وفور وقوع التفجير طوقت قوات الأمن والجيش المكان وأغلقت جميع المداخل الى منطقة المزرعة ومنعت التجوال تحسبا لوقوع أعمال عنف. وفي أعقاب مقتل العلامة البوطي أعرب الرئيس بشار الاسد عن تعازيه في مقتل العلامة البوطي مؤكدا ان دماءه ودماء كافة السوريين "لن تذهب سدى".وقال الاسد في برقية تعزية بثتها وكالة الانباء السورية (سانا)"ببالغ الحزن الممزوج بالقوة والتماسك .. أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الاستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الاسلامي قاطبة". و أوضح الرئيس السوري قائلا "فوعدا من الشعب السوري وأنا منه أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم".وأعلنت سوريا الحداد اليوم الجمعة والسبت على روح البوطي حيث جاء في نبأ عاجل بثته وكالة (سانا) الليلة " بتوجيه من الرئيس الأسد فان رئاسة الوزراء تعلن الحداد العام في سوريا يومي الجمعة والسبت على روح الشهيد العلامة البوطي وأرواح شهداء سوريا".والعلامة البوطي من مواليد عام 1929 وهو عالم متخصص في العلوم الاسلامية ويعد من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الاسلامي. وكان العلامة يؤكد دوما أن سوريا تتعرض لمؤامرة كونية من قبل مجموعات ارهابية مسلحة. و أدانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر الإعتداء الذي وصفته ب"الإرهابي والإجرامي"، وقالت في بيان لها إنها "تدين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي والإجرامي الذي وقع اليوم على بيت من بيوت الله". وأضافت "مع أن كثيرا من ملابسات ما وقع لم يتكشف بعد، إلا أن مثل هذه الأعمال والسلوكيات لا تمت بأي صلة لأخلاق ومبادئ وأهداف الثورة السورية المجيدة والجيش السوري الحر". كما حذرت من أن "هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية هي بداية لمرحلة خطيرة للغاية لخلط الأوراق تخوضها قوى إقليمية لطالما استعملت ورقة الإرهاب لتحقيق غايات سياسية ومحاولات رخيصة، لتبرير دخول مقاتلين من دول الجوار والإقليم بحجة حماية بعض المقامات والمزارات". و يمثل العلامة البوطي التوجه المألوف و المسالم لمذاهب أهل السنة الأربعة وعقيدة أهل الجماعة وفق منهج الأشاعرة ، وقد اعتبر أهم من دافع عن عقيدتهم في وجه الآراء السلفية و قد تم نعته بأنه من علماء السلطان لمواقفه التي ترى أن بلاده سوريا تقع فريسة لمخطط كبير وراءه إسرائيل و الدول الغربية.