قتل العلامة السوري البارز محمد سعيد رمضان البوطي مساء أمس الخميس في تفجير انتحاري استهدف مسجدا في منطقة المزرعة شمال شرق دمشق فيما أكد الرئيس بشار الأسد أن دماء الشعب السوري "لن تذهب سدى". ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الصحة ان "حصيلة التفجير الارهابي في جامع الإيمان بدمشق بلغت 42 شهيدا و84 جريحا ". واوضحت الوكالة الرسمية ان " ارهابيا انتحاريا فجر نفسه مساء امس خلال اعطاء العلامة الكبير الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي درسا لطلاب العلم في جامع الايمان ما أدى الى استشهاد العلامة البوطي واستشهاد وجرح العشرات من الطلاب من بينهم حفيد العلامة البوطي". وعرض التلفزيون الرسمي السوري صورا أولية لمكان التفجير أظهرت جثثا للقتلى وبقع دم منتشرة بكثافة اضافة الى اشلاء بعض القتلى. وفور وقوع التفجير طوقت قوات الامن والجيش المكان واغلقت جميع المداخل الى منطقة المزرعة ومنعت التجوال تحسبا لوقوع اعمال عنف. وتشهد دمشق تفجيرات تستهدف غالبيتها مقارات امنية في ظل احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش السوري والمسلحين المعارضين في مناطق مختلفة من سوريا المضطربة منذ اكثر من عامين. وفي اعقاب مقتل العلامة البوطي اعرب الرئيس بشار الاسد عن تعازيه في مقتل العلامة البوطي مؤكدا ان دماءه ودماء كافة السوريين "لن تذهب سدى". وقال الاسد في برقية تعزية بثتها وكالة الانباء السورية (سانا)"ببالغ الحزن الممزوج بالقوة والتماسك .. اعزي نفسي واعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الاستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الاسلامي قاطبة". واوضح الرئيس السوري قائلا "فوعدا من الشعب السوري وانا منه ان دماءك انت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى لاننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم". وأعلنت سوريا الحداد اليوم الجمعة والسبت على روح البوطي حيث جاء في نبأ عاجل بثته وكالة (سانا) الليلة " بتوجيه من الرئيس الأسد فان رئاسة الوزراء تعلن الحداد العام في سوريا يومي الجمعة والسبت على روح الشهيد العلامة البوطي وأرواح شهداء سوريا". والعلامة البوطي من مواليد عام 1929 وهو عالم متخصص في العلوم الاسلامية ويعد من اهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الاسلامي. وكان العلامة يؤكد دوما ان سوريا تتعرض لمؤامرة كونية من قبل مجموعات ارهابية مسلحة. ومع دخول الأزمة السورية عامها الثالث تتواصل أعمال العنف في عدة مناطق مخلفة مزيدا من القتلى والجرحى. فقد قتل شخصان وأصيب أكثر من 20 آخرين في تفجير سيارة مفخخة قرب مدرسة في حي وادى الذهب بمحافظة حمص وسط سوريا بحسب وكالة الأنباء الرسمية. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول ان قتلى بينهم أطفال ونساء سقطوا في مدينة تلبيسة بريف حمص جراء قصف للطيران الحربي. كما تجدد القصف براجمات الصواريخ على مدن الرستن والحولة وعلى حي بابا عمرو وأحياء المدينة القديمة. ميدانيا أيضا قالت دمشق ان قوات الجيش السوري بسطت الأمن في عدة مناطق بمحافظة القنيطرةجنوب غربي البلاد فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سيطرة المعارضة على عدة بلدات قرب هضبة الجولان خلال الساعات 24 الماضية.