عادت أغلب العائلات الجزائرية إلى حياتها الطبيعية، وذلك بعد انخفاض عدد حالات الإصابة بالفيروس، وعادت بذلك إلى إقامة الولائم والأعراس وحفلات الزفاف بشكل عادي، بعدما امتنعت عنها لمدة سنة كاملة، خاصة أن الكثير من الجزائريين اضطروا إلى التأجيل ورفض إقامة حفلات الزفاف في المنازل، مثلما فعل البعض، لكنهم لم يستطيعوا التأجيل أكثر من هذا، فقرروا بذلك العودة إلى الأعراس. استأنفت الكثير من قاعات الأعراس نشاطها بشكل تدريجي، منذ شهر سبتمبر الفارط، بعد أن تكبدت خسائر فادحة بسبب غلقها طوال هذه المدة، كما أنّ هناك بعض القاعات، لم تغلق إلا في الأشهر الأولى، وعادت إلى العمل بعدها بطريقة غير قانونية، رافضة بذلك أن تبقى عاطلة عن العملة بالأخص وأنها الوحيدة التي ما زالت إلى حد الساعة لم يُرخّص لها ولم يشملها قرار إعادة الفتح الذي شمل النشاطات التجارية الأخرى، على غرار المقاهي والمطاعم والمنتزهات والمرافق السياحية وغيرها.. وقد انتشرت مواكب الأعراس وحفلات الزواج، خلال الفترة الأخيرة، بشكل مثير للانتباه لم يشهد له مثيل منذ بداية جائحة كورونا. فبعد أن انقطعت تماما، خلال الأشهر الأولى، لتفادي انتشار الفيروس ثم عادت بشكل خفيف خلال فصل الصيف، إذ كانت تقام حينها في المنازل والأسطح ووسط خيمات يتم نصبها أمام المنازل وكذا في فيلات تُستأجر خصيصا لهذا الغرض، هاهي اليوم تعود بشكل أكبر جهارا نهارا وأمام مرأى السلطات والمصالح الأمنية، في الوقت الذي مازالت فيه الأعراس والتجمعات ممنوعة، وقاعات الحفلات مغلقة، ولم يتم تحديد تاريخ إعادة فتحها بعد، فلا يمكن أن يمر يوم دون أن نصادف في الطرقات مواكب الأعراس التي تتخللها سيارات فاخرة وكذا الفرق الموسيقية التي تُخرج العروس من بيت أهلها وسيارة العريس وهي مزينة بالورود. والواضح، أن أغلب العائلات تعايشت مع الفيروس، خصوصا بعد انخفاض عدد حالات الإصابة به، وعادت إلى إقامة الأعراس والولائم والحفلات بقوة، حيث إن الكثير منهم رفض أن يؤجل أعراسه أكثر من هذا، والأمر نفسه بالنسبة إلى القاعات، التي ستستأنف نشاطها بصفة قانونية عن قريب، بحسب ما أدلى به عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا، البروفيسور رياض مهياوي، الذي ذكر أنه سيتم فتح قاعات الحفلات والأعراس قريبا، وهو الأمر الذي أسعدهم وأسعد العائلات معهم، فرغم أن غالبيتها أقامت الحفلات والولائم في "الصالات" في عزّ الجائحة، إلاّ أنها سعدت بقرار إعادة الفتح، إذ صرح لنا صاحب إحدى القاعات بقسنطينة، بأنه كان يعمل بين الحين والآخر في سرية تامة، وكان حريصا على منع انتشار الفيروس بين المدعوين والعائلات، حيث كان يحدد لهم العدد، كما يُلزمهم احترام مسافة الأمان والتباعد بين الطاولات، كما يحدد لهم وقت العرس الذي يكون من الحادية عشرة صباحا إلى غاية السادسة مساء، ومع ذلك، فهو تكبد العديد من الخسائر، كما ذكر لنا، لأن العمل بطريقة غير قانونية حسبه، لم يكن دائما وإنما أحيانا فقط. وصرّح لنا صاحب قاعة حفلات في حي بوالصوف بقسنطينة، بأنه علّق نشاطه خلال الأشهر الأولى فقط، لكنه عاد إلى العمل بشكل طبيعي، وبمعدل عرس في اليوم منذ شهر سبتمبر المنصرم، إذ كان يعمل بصفة عادية، كما أن الحجوزات مستمرة عنده ووصلت اليوم كما قال إلى شهر أكتوبر المنصرم، والأمر نفسه لاحظناه في ولايات أخرى، على غرار العاصمة، التي تزايدت فيها الأعراس خلال الشهر الأخير بشكل كبير، فمواكب الأعراس في كل مكان وزمان، وعند الاقتراب من القاعات تسمع أصوات الأغاني والفرق الموسيقية، تدوي القاعة وينتشر الصوت منها إلى الخارج، من دون مبالاة لا بالفيروس ولا بقرار منع التجمعات وإقامة الأعراس الذي ما زال إلى حد الساعة لم يحدد بعد.