تشهد قاعات الحفلات خلال هذه الأيام اكتظاظا كبيرا في المواعيد حيث تعرف هذه الأخيرة حجوزات كبيرة ومواعيد زفاف متتالية، وهو ما دفع بالكثير من الجزائريين للاستنجاد بمحلات ديكور الأفراح لإقامة أعراسهم على الأسطح مثل القديم ولكن بحلة عصرية، وهو ما أكده العديد من المواطنين الذين التقتهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. أزمة قاعات الحفلات تعود إلى الواجهة في موسم الأعراس عمد العديد من المواطنين لتأجيل حفلات الأعراس إلى وقت لاحق بسبب اكتظاظ قاعات الحفلات والتي حجزت عن آخرها في الفترة الأخيرة تزامنا وفصل الربيع، وهو ما أطلعنا عليه محمود والمقبل على الزواج حيث يخبرنا بأنه توجّه للحجز من أجل زفافه للأيام القليلة المقبلة، إلا أنه فوجئ بموعد بعيد جدا. وتضيف لامية في السياق ذاته بأنها سعت للظفر بموعد لإجراء الزفاف بقاعة الحفلات، إلا أنها لم تتمكن من ذلك بسبب اكتظاظ المواعيد وإقبال المواطنين عليها. وتشهد قاعات الحفلات إقبالا كبيرا من طرف المقبلين على الزواج لإجراء حفل الزفاف قبيل شهر رمضان المبارك، وهو ما أطلعتنا عليه نجاة لتقول في هذا الصدد بأنها تسعى لإجراء حفل زفاف ابنها قبل الشهر الفضيل وأنها تركض لإجراء العرس في قاعة الحفلات وتسعى للحصول على موعد في أقرب الآجال. من جهتها تعرف قاعات الحفلات ارتفاعا مدويا في الأسعار لما تقدمه من خدمات وفخامة، بدءا من الديكور إلى التنسيق والتنظيم ووسائل الراحة من كراسي وموائد فخمة إلى مأدبة العشاء، وهو ما أطلعتنا عليه حياة لتقول في هذا الصدد بأنها ستقيم حفل زفاف ابنتها بقاعة الحفلات حتى لو كلّفها ذلك ثمنا باهظا، وبأنها اختارت قاعة الحفلات لما توفّره من ديكورات جميلة وجو مريح وفضاء واسع يستوعب الكثير من المدعوين. إضافة إلى كل هذا، توجد بعض قاعات الحفلات التي تقوم بتحضير العشاء لذوي العرس وهو ما يزيح عن الكثيرين عناء كبيرا وعناء التحضير، إذ ورغم تكاليفه الباهظة يلجأ العديد إلى الاستعانة بقاعة الحفلات التي توفر العشاء، وهو ما أطلعتنا عليه فوزية في هذا الصدد لتقول بأنها أقامت حفل زفاف ابنتها مع العشاء بقاعة حفلات بتكاليف باهظة، لتضيف المتحدثة بأنه رغم التكاليف التي تكبدتها إلا أن ذلك كان أكثر أريحية ووفّر عليها الكثير من التعب. ... ووكالات تنظيم الأعراس تفرض منطقها وفي ظل هذا الواقع الذي تشهده العديد من قاعات الحفلات، قرّر الكثير من المقبلين على الزواج للعودة إلى الطريقة التقليدية وإقامة أفراحم على الأسطح والاستنجاد بوكالات تنظيم الأعراس التي وجدت صدى كبير وسط الجزائريين الباحثين أكثر فأكثر عن التغيير في الشكل ليس في بيوتهم فقط، بل كذلك في مناسباتهم. والديكور هنا يشمل الكثير من الجوانب منها الإضاءة وتزيين الطاولات والصوت وأنظمة العرض وكذا تزيين الورود، وهو ما استحسنه العديد من المواطنين الذين التقتهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، لتطلعنا زهرة في هذا الصدد بأنها اعتمدت في حفل زفافها على كراء الديكورات وعتاد الزينة من المحلات الخاصة بالديكورات، وبأن الأمر أضاف أجواء جميلة على حفل الزفاف. وتشاطرها الرأي منال لتقول في هذا الصدد بأنها ستقيم حفل زفافها بالمنزل وأنها ستستعين بكراء الديكور والزينة من عند المحلات ووكالات تنظيم الأعراس. عائلات تتخلى عن الحلويات في أفراحها وتكتفي بالعشاء وقد بدأت الأعراس الجزائرية تتخلى عن التقاليد التي تميّزها وتعطيها خصوصية عن المجتمعات الأخرى، إذ شهدت في الآونة الأخيرة تلاشي العديد من العادات والتقاليد التي كانت تبرز العرس الجزائري، لتصل بالعائلات المقيمة للحفلات والولائم إلى القضاء على حلويات العرس التي كانت تميّز أفراح الجزائر، وقد تتعدد أسباب اضمحلال هذه العادات والتقاليد، وهو ما أكده العديد من المواطنين الذين التقتهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، حيث لم تعد تكاليف العرس التقليدي بمقدور أغلب المقبلين على الزواج، حتى أقدم بعضهم على الانتفاضة عليها مستغنين بذلك عن الحلويات وما يتبعها من مصاريف غير مبررة، وهو ما أعربت عنه كريمة من العاصمة والتي قالت في السابق، كان من الصعب على الجزائريين في أي حال من الأحوال أن يحيوا أعراسهم وحفلاتهم بدون الحلويات، فهي زينة الأعراس ورمز لوجود الأفراح في مفهوم كل الجزائريين، ولا حديث عن الزفاف دون حلويات مختلفة الأشكال والمذاق، وحتى من حيث قيمتها والتكاليف التي حددتها طبيعة المواد الأساسية التي ساهمت في تحضيرها، حيث تخلت العديد من العائلات عليها وهذا لغلاء أسعارها ومواد صنعها ، أما سعاد فقالت لقد قرّر الكثيرون التخلي عن حلويات العرس التي أصبحت تخلي جيوبنا ومهما فعلت في العرس فيه القيل والقال، لذا فالتخلي عنها أفضل ونترك الكلام الجانبي للبقية . ومن جهة أخرى، كانت لنا وقفة مع الجنس الآخر لمعرفة آرائهم حول هذه الظاهرة التي اجتاحت الأفراح الجزائرية، ليقول مراد وهو مقبل على الزواج تكاليف العرس غالية جدا وزادت أثمان الحلويات ثقل كاهل العائلات الجزائرية، فالعزوف عنها هو الحل . ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة هو أن الظاهرة لم تعد تطبّق في الأفراح التي تقام في البيوت فقط، بعد أن إنتقلت العدوى إلى قاعات الأفراح، وهو ما لاحظناه أثناء زيارتنا الاستطلاعية للبعض منها.