خلّف قرار المدرب الوطني جمال بلماضي الكثير من الجدل وردود الأفعال، بعد إلغائه الندوة الصحفية التي كانت مبرمجة صبيحة الأحد، بالمركز التقني الوطني بسيدي موسى، ما زاد من حدة الإشاعات والتأويلات بخصوص مستقبله على رأس المنتخب الوطني، تزامنا مع الصراع الخفي والمكشوف على كرسي رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم. عرف الشارع الكروي الجزائري الكثير من ردود الأفعال، وهذا عقب قرار مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي، بإلغاء الندوة الصحفية المبرمجة صبيحة الأحد تحسبا لمباراتي زامبيا وبوتسوانا، حيث لم يخف الكثير تخوفهم من مغبة تلقي أخبار مفاجئة قد تصب في خانة الانسحاب من العارضة الفنية، خاصة في ظل الجدل القائم بخصوص الصراع الدائر بين الوزارة والمكتب الحالي ل"الفاف" بقيادة زطشي، وأمور أخرى خفية حذرت بعض الأطراف من انعكاسها سلبا على وضعية "الخضر". وحسب تفاصيل بعض الأخبار والمعطيات التي تحصلت عليها "الشروق" من مصادر مقربة، فإن بعض الأطراف حاولت الاستثمار في ورقة بلماضي، لترجيح الكفة لمصلحة الرئيس الحالي ل"الفاف" خير الدين زطشي، والسعي إلى غلق الطريق أمام بعض المترشحين البارزين لخلافته، خلال الجمعية العامة التي ستعقد قريبا. وأكدت مصادرنا بأن بلماضي لم يخطر بباله على الإطلاق خيار الاستقالة من العارضة الفنية ل"محاربي الصحراء"، كونه يملك مشروعا مع المنتخب ومع اللاعبين، ولن يتخلى عن هذا المشروع الكروي تعاطفا مع أي طرف كان حتى ولو تعلق الأمر بزطشي الذي يتمتع معه بعلاقة جيدة. وأضافت ذات المصادر بأن عقد بلماضي موثق مع الاتحادية، مثلما لديه عقد معنوي مع اللاعبين والمنتخب الوطني والجماهير الجزائرية، بدليل أن رهانه منصب على مواصلة تأكيد التتويج ب"كان 2019″، من خلال السعي إلى كسب ورقة التأهل إلى مونديال 2022، مع توظيف جميع الجهود من أجل الذهاب بعيدا في نسخة قطر. وأكدت مصادرنا بأن عقد بلماضي مرتبط أساسا بالمنتخب الوطني و"الفاف" والدولة الجزائرية بالجماهير، وغير مرتبط مع الأشخاص، وهذا بصرف النظر عن علاقته الطيبة مع عديد الأطراف الفاعلة في المحيط الكروي، مؤكدة أن بلماضي لن يستقيل من أجل عيون الأشخاص، بل في حالة واحدة وهي التدخل في صلاحياته أو التشويش عليه وعلى فلسفته وطريقته في العمل. وفي هذا الجانب، فقد أكدت جهات مطلعة أن زطشي طلب لقاء بلماضي وأخبره بانتهاء مسيرته على رأس "الفاف" وعدم ترشحه رسميا لعهدة جديدة، ما جعل بلماضي يستفسر لدى بعض المقربين منه بخصوص الأزمة الدائرة في محيط "الفاف"، ويكون قد أخذ فكرة واضحة حول طبيعة ما يجري في الكواليس. وقام بلماضي خلال ذات اللقاء، بتوجيه عبارات الشكر لزطشي على مواقفه معه وعلى كل ما قدمه له لتسهيل مهمته على رأس الخضر من الناحية التنظيمية، كما لم تخف ذات المصادر بأن بلماضي كان فعلا يرغب في بقاء زطشي حفاظا على الاستقرار ناهيك عن العلاقة الودية التي تجمعهما، لكن ذلك لم يمنع النجم السابق لأولمبيك مرسيليا من اتخاذ قرار إلغاء الندوة الصحفية بعد أن تناهى إلى علمه بأن هناك أطراف تريد استغلال الوضع الحالي للزج به في هذه الأزمة وتأزيم الوضع أكثر، في وقت كان زطشي أكثر حكمة ورزانة، بدليل أنه لم يرغب في تعقيد الأمور مع بلماضي، على خلاف حاشيته التي سعت لإقحام بلماضي في معركة الكواليس بعدما عجزت عن إيصال رغبتها لبلماضي، وهذا خوفا من رد فعله، حيث أن عدم رغبته في الرحيل قضت على آخر أمل لديهم. وبعيد عن لعبة الكواليس التي باتت تصنع الحدث، وكذا موقف بلماضي الذي فضل منطق الحياد والحرص على مشروعه الكروي مع المنتخب الوطني بصرف النظر عن الأطراف التي تشرف أو تتولى مستقبلا زمام الفاف، فإن وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي قد التقى بلماضي على هامش التربص الأخير بسيدي موسى، وكشف له عن المجريات الحاصلة وإمكانية حدوث تغييرات على رأس الفاف، مانحا له جميع الضمانات التي تضمن استقرار المنتخب الوطني والطاقم الفني، كما أبلغه بإشادة وتنويه مسؤولي الدولة الجزائرية عنه وعن عمله ودعمهم لاستمرار مشروعه. وعلى ضوء كل هذه المستجدات الحاصلة، فقد تأكد بأن مسيرة زطشي انتهت على رأس الفاف، ما يفسح المجال لاختيار رئيس جديد يتولى المهمة خلال الجمعية العامة الانتخابية المقبلة، وعلى ضوء ذلك سيكون هناك لقاء بين خليفة زطشي والمدرب الوطني بلماضي لرسم خارطة المنتخب الوطني تحسبا للتحديات المقبلة، وفي مقدمة ذلك التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022 بقطر.