سجّلت مصالح مستشفى "عبد القادر حساني" بولاية سيدي بلعباس خلال الساعات الأخيرة 6 إصابات جديدة ظهرت عليها أعراض الوباء الغريب الذي حلّ قرابة الأسبوعين ولم يتمّ تحديد مسبّباته بدّقة، حيث لا تزال مخابر التحاليل بالعاصمة، وهران وسيدي بلعباس عاكفة على البحث في تشخيص المرض الذي أثار ضجّة بالأوساط الطبيّة وهستيريا لدى المصابين وباقي مواطني الولاية.. ويكون بذلك عدد الإصابات الإجمالي قد بلغ في حدود أقلّ من أسبوعين نحو 71 شخصا حسب مصادر رسمية فيما لا يزال اغلبهم والمقدّر عددهم ب 54 شخصا ماكثين بالمستشفى نظرا لعدم تراجع حالات الإصابة لديهم كالإنتفاخات على مستوى اليدين والرجلين والالتهاب الكلوي، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحليلات المخبرية من مخبري "بيلابيدجي" و"باستور" بالعاصمة، والتي قد تستمّر مدّة 5 أيّام إضافية نظرا لتعقيدات الوباء وعدم تسجيل حالات مشابهة سابقا. من جانب آخر، أكّدت مديرية مستشفى "عبد القادر حساني" في بيان لها أنّ الوباء لم يقتل أحدا من مرضاه حتى الآن كما أنّ الترجيحات الأوليّة وفقا للتحاليل المخبرية تشير إلى أنّ أعراض الوباء شبيهة بتلك المسجّلة بداء "التهاب الكلى" المعروف في الأوساط الطبيّة ب "سيندغوم نيفنيتيك"، حيث أكّد أخصّائيون مطلعون بأسراره أنّه ينتج غالبا عن ميكروبات تعيق حركة الدم على مستوى الكلى بجسم المصاب مما يتسبب في حدوث إنتفاخات على مستواها إضافة إلى ظهور إنتفاخات مماثلة على مستوى الرجلين، اليدين، الوجه والبطن وكذا انتفاخ اللوزتين، وفي إشارة إلى نفس المرض أي "إلتهاب الكلى" أكدّ الأطبّاء أنّه ليس على قدر كبير من الخطورة وليس لديه أي انعكاسات مستقبلا، لكن إلى غاية اليوم لم يتمّ التأكد ما إذا كان هذا الوباء المفاجئ والمصيب للعشرات من المواطنين في نفس الأسبوع فعلا "داء إلتهاب الكبد" أو مرض آخر يستّر على مفاجئات غير محمودة العواقب، خصوصا وأنّ عدد الإصابات في تزايد مستمرّ للأسبوع الثاني على التوالي. أمام الافتراضات العشوائية التي لاقت رواجا بين سكان المدينة وضواحيها والتخمينات التي لا تمتّ بصلة إلى العلمية، حول أسباب انتشار هذا الوباء بشكل مثير للقلق استغلّ التجّار بسيدي بلعبّاس الإحتمال المسند إلى شرب مياه ملوّثة من طرف المصابين وذهبوا إلى المزايدة في أسعار قارورات المياه المعدنية التي شهدت إقبالا غير مسبوق عليها من طرف المواطنين كإجراء وقائي منهم وتجنّبا للإصابة بالميكروب، حيث بلغ سعر القارورة الواحدة 40 دج، رغم أنّ جهات طبيّة فنّدت أن يكون سبب الوباء هو شرب مياه ملوثة. م.مراد