شهدت ولاية سيدي بلعباس نهاية الأسبوع الماضي حالة طوارئ اثر اكتشاف وباء غريب وخطير في آن واحد أصاب بعض المواطنين، حيث خلف الخبر موجة من القلق والترقب، بين أوساط الأطباء الذين دقوا ناقوس الخطر، بعد وصول الحالات المصابة إلى أكثر من 100 حالة جديدة بهذا المرض الذي تبقى إلى حد الساعة مسبباته مجهولة، علما أن أغلب الإصابات سجلت في صفوف النساء، اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 30 و45 سنة. وحسب مصادر استشفائية، فإن هذا المرض الغريب الذي "دوّخ" الأطباء تم اكتشافه في وقت سابق بعد حادثة التسمم الغذائي الذي أصاب عشرات الأشخاص، وتتمثل أعراضه في الإصابة بإسهال حاد، مصحوب بارتفاع في درجة حرارة الجسم وانخفاض في ضغط الدم، إضافة إلى ذلك ارتفاع كبير في نسبة البروتينات في البول، ثم يبدأ في الظهور انتفاخ غريب يطال الأرجل في المرة الأولى، ليصعد في ما بعد إلى البطن ثم الوجه، وحسب المصادر نفسها فإن أعراض الوباء تم اكتشافها بداية يوم الأحد المنصرم، حيث تقدّم إلى مصلحة أمراض الدم بمستشفى عبد القادر حساني 4 أشخاص ظهرت عليهم أعراض الإصابة، قبل أن يتصاعد العدد في الأيام الموالية ليصل إلى أكثر من 100 شخص ظهرت عليهم أعراض الإصابة، وقد تم الاحتفاظ ب30 منهم بمصلحة أمراض الدم و11 آخرين يتواجدون بمصلحة الأمراض المعدية، في حين غادر البقية من المصابين المصلحتين نظرا لضيق المكان وانعدام الأسرّة. ومن بين المناطق التي زحف إليها الوباء وسجلّت بها أكبر عدد من الإصابة أحياء: السوريكور، الروشي، سيدي الجيلالي، بعاصمة الولاية إضافة إلى دوائر وبلديات أخرى، منها سفيزف التي سجلت بها 5 حالات، تلاغ حالتين، مرين 3 حالات، كما أصيب آخرون بدائرة تنيرة وبلدية وادي سفيزف. الوباء الخطير الذي انتقلت عدواه بسرعة وأصاب النساء أكثر من الرجال، تبقى حصيلة الإصابة به مرشحة للارتفاع، وذلك وسط حالة من الذهول والارتباك بين أوساط الأطباء، الذين بقوا عاجزين عن اكتشاف المسببات الحقيقية وراء انتشاره، علما انه تم تكوين لجنة قدمت يوم الأربعاء من العاصمة تضم إليها "بروفيسورين"، لأخذ عينات من مياه الشرب المستهلكة، لتحليلها بعد أن تم الاشتباه بأنها سببا في انتشار هذا الداء، إلا انه وحسب ما علم، فإن نتائج التحاليل جاءت سلبية، لتبقى بذلك الأسباب الحقيقية لهذا الوباء تشكل لغزا محيرا لحد الساعة، على الرغم من التطمينات التي أطلقها الأطباء مفادها "أن هذا الداء لا يصنف كمرض معدي". م.مراد