أفادت أول أمس مصادر طبية متطابقة أن لغز الوباء الغريب الذي حل بولاية سيدي بلعباس قد تمّ فكّه أخيرا إذ تم التعرف على أسبابه وفقا لنتائج التحاليل التي عكفت عليها منذ ظهور المرض مخابر "بيلابيدجي" و"باستور" بالعاصمة، حيث تبين أن الوباء سببه فيروس يدعى "هانتان".hantaan استقرت أخيرا الزوبعة التي أثيرت بشان إصابة العشرات من مواطني ولاية سيدي بلعباس بأعراض غريبة ومتشابهة لم تفصل فيها الأبحاث والتحاليل حتى نهاية الأسبوع الماضي، حيث أشارت مصادر مؤكدة أن فيروس "هانتان" يصيب فصيلة القوارض كالجرذان قبل أن تنتقل عدواه عبر الهواء والغبار نحو الإنسان، مردفة "يستحيل أن يكون هذا المرض معديا من الإنسان صوب الإنسان" أي أن العدوى تكون فقط ما بين الحيوانات القوارض والإنسان، وكان الفيروس قد عرف بداية الثلاثينيات من القرن الماضي بقارتي آسيا وأوروبا الشرقية، وتتمثل أعراضه في ارتفاع درجة حرارة الجسم، انخفاض ضغط الدم، الإسهال الحاد وارتفاع نسبة البروتينات في البول الذي يكون مصحوبا بقطرات من الدم إضافة إلى إنتفاخات على مستوى البطن، اليدين والأرجل وإلتهاب على مستوى الكلى وهي نفسها الأعراض التي ظهرت على كافة المصابين الذين تجاوز عددهم ال 60 في دفعة واحدة. بذلك توصلت الأبحاث إلى القول أن السبب الرئيس في حدوث هذه الأعراض هو فيروس "هانتان" الذي يشهد إنتشارا غالبا في الأوساط الحقولية، مفنّدة بذلك فرضية الإصابة بداء "سيندروم نيفرتيك" أو إلتهاب الكلى الذي أشارت إليه أصابع الأطباء والمختصين بادئ الأمر، في حين يبقى الجزم الأخير بسبب الإصابة الأخير مرهونا بنتائج التحاليل النهائية التي قد تصدر في الأيام القليلة القادمة، وهو ما ذهبت اليه مصادر رسمية بالمديرية الوصية قالت أنّ "أيّ كلام الآن يعد من باب الاحتمالات في انتظار التحاليل النهائية". وقد استقبلت مصالح مستشفى عبد القادر حساني خلال 48 ساعة الأخيرة 9 حالات جديدة، في ما غادر أكثر من 12 مصابا أسِرة المستشفى، بعد تحسن وضعهم الصحي، وفي إلى جانب ذلك جنّدت مديرية الصحة عددا كبيرا من الأطباء والإخصائيين الذين سيباشرون حملة واسعة ستمس جميع المناطق التي طالها الوباء، وذلك بغية أخذ عينات من جميع المواد التي حامت حولها الشكوك قصد تحليلها، كما أصدر في السياق ذاته مدير الصحة والسكان تعليمة صارمة موجهة إلى جميع العيادات الخاصة، تنص على ضرورة تحويل جميع المرضى الذين تظهر عليهم أولى أعراض الوباء مباشرة نحو المستشفى السالف الذكر. م.مراد