يدور جدل كبير في بريطانيا بخصوص جنازة رئيسة الوزراء السابقة، مارغريت تاتشر، التي تحددت في السابع عشرة من شهر أفريل الحالي، بعد أن فارقت الحياة عن عمر يناهز 87 سنة، حيث تقرر أن لا تكون جنازتها رسمية وتكون مصحوبة بالمراسيم العسكرية فقط، رغم أن السيدة الحديدية قادت بريطانيا أزيد عن 11 سنة في أعقد الفترات، خاصة في حرب "المالوين" التي توجتها امرأة حديدية لا تناقش أبدا قرارتها في عام 1982، وكانت مارغريت تاتشر، قد استقبلت رئيسا جزائريا واحدا في لندن، وهو الرئيس الشاذلي بن جديد، ولم تزر الجزائر، رغم أن ملكة بريطانيا وزوجها الدوق أدمبره، زارا الجزائر في عهد المرأة الحديدية. ومن الصدف أن أسوء ذكرى في حياة مارغريت تاتشر، حدثت في الجزائر عندما بلغها في شتاء 1983، نبأ ضياع ابنها الوحيد مارك تاتشر، في صحراء الجزائر حيث أوقفت كل أعمالها، وتابعت مع الجزائريين ومع سفيرها في لندن، عملية البحث عن فلذة كبدها الذي كان ضمن قوافل المشاركين في رالي بارس - داكار، قبل أن يتيه في الصحراء الجزائرية غرب تمنراست، ما بين "تينياوين" و"تينزاوتين" التابعتين لولاية أدرار، حيث تاه مارك وبقي تائها في الصحراء الجزائرية لمدة خمسة أيام، عاشتها مارغاريت تاتشر على أعصابها إلى أن كشفته هيليكوبتر جزائرية داخل سيارته من نوع "بيجو 504"رفقة مساعده في السباق والميكانيكي الخاص، ليكون أيضا خبر اكتشاف ابنها الخبر الأسعد في حياتها، وبقيت مارغاريت تاتشر ممتنّة للجزائر التي أنقذت ابنها من هلاك مؤكد . والغريب أن ابن المرأة الحديدية، عندما سئل عن الأمر العالق في ذهنه بعد 5 أيام من التيهان في الصحراء، قال أنه جمال الصحراء الجزائرية، فكان أحسن إشهار للسياحة الصحراوية الجزائرية، جعل الإنجليز في السنوات السابقة يحتلون المركز الثاني، ضمن الوفود الأجنبية بعد فرنسا التي تزور الصحراء الجزائرية، وهو ما جعل مارك يرتبط بالصحراء في كل مكان، وحتى الفضيحة التي تورط فيها في عهد قيادة والدته لإنجلترا كانت على علاقة باليمامة بصحراء المملكة العربية السعودية، وللسيدة مارغريت تاتشر، ابنة تدعى كارول تاتشر، امتهنت الصحافة وقدمت تحقيقا عن الجزائر في التسعينيات لم يتطرق للوضع الأمني وإنما لتنوع ثقافة الجزائريين.