أعادت يوم أمس، غرفة الاستئناف بمجلس قضاء وهران النظر مجددا في ملف إحدى قضايا النصب والاحتيال الخطيرة والغريبة في آن واحد بطلها ممثل مسرحي ينتمي إلى إحدى الجمعيات المحلية الناشطة في هذا المجال يدعى "م.ي"، حيث أقدم على تزوير بطاقات فنان ومنحها لبعض الشباب نظير مبالغ مالية، من أجل تكوين ملف الفيزا والحصول عليها بسهولة، بالإضافة إلى جوازات سفر ووثائق خاصة بالقنصلية الفرنسية اكتُشف أنها هي الأخرى مزورة، وقد التمست النيابة العامة تأييد الحكم السابق في حق المتهم، الصادر عن محكمة الصديقية، والقاضي بإدانته ب 3 سنوات نافذة مع دفع غرامة مالية مقدرة ب 50 ألف دج، بتهمة التزوير واستعمال المزور في وثائق عرفية. وكانت مصالح الشرطة بعين الترك قد باشرت تحريات مكثفة، بعد الشكوى التي أودعتها إحدى الضحايا، مفادها تعرضها إلى عملية نصب واحتيال من قبل الممثل المسرحي "المتهم"، الذي منحها جواز سفر مزور ووعدها "بالفيزا" مقابل مبلغ مالي، حيث تمكنت ذات المصالح من القبض عليه بتاريخ 22 مارس 2007 بوسط مدينة وهران، وضُبطت بحوزته حقيبة بها مجموعة من بطاقات الهوية والشهادات المزورة، كبطاقات التعريف الوطنية، جوازات سفر، شهادات عمل، بطاقات فنان، بالإضافة إلى وثائق خاصة بالقنصلية الفرنسية، كما أسفرت عملية المداهمة التي طالت منزل المتهم بترخيص من وكيل الجمهورية عن حجز جهاز إعلام آلي وأقراص مضغوطة. وعن سؤال هيئة المحكمة عن إقدام المتهم على تزوير بطاقات فنان ومنحها لشباب قصد تكوين ملف "الفيزا"، أجاب هذا الأخير، "أنه قام بذلك بترخيص من رئيس الجمعية الثقافية التي ينشط تحت لوائها"، وأضاف أنه "فنان مسرحي ينتمي إلى ورشة التأطير والتكوين المسرحي بذات الجمعية، والأشخاص الذين استفادوا من بطاقات فنان لم يكونوا في الأصل سوى شباب هاو في المسرح"، وأمام هوس الشباب الطامح في بلوغ الضفة الأخرى بأية طريقة كانت، فإن الفرصة جاءت مواتية للمتهم من أجل النصب على أولئك الطامحين في الظفر بتأشيرة لدخول أوربا، وبالتالي الإيقاع بمزيد من الضحايا وتحقيق أرباح إضافية. محمد حمادي