هي مرْكبات وسيارات من مرحلة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، ركبها زعماء ورؤساء العالم على غرار الأسطورة الألمانية "هتلر" والزعيم الفرنسي "دوغول" وصولا إلى الجزائري الراحل هواري بومدين، هي سيارات لا يراها الجزائريون إلا في الأفلام التاريخية والمتاحف، عُرضت لأول مرة في جامعة هواري بومدين بباب الزوار طيلة يوم الخميس، ما تسبب في تدافع كبير للطلبة لركوب هذه السيارات والتقاط صور تذكارية من الصعب أن تتكرر في مكان آخر. عرف معرض السيارات التاريخية إقبالا منقطع النظير للطلبة بجامعة باب الزوار أول أمس، والذي جاء بمبادرة من فرع "الاتحاد العام للطلابي الحر" بالتنسيق مع "الجمعية الثقافية للسيارات العتيقة" التي عرضت أزيد من 28 مركبة نادرة في ساحة الجامعة، مالكوها مواطنون جزائريون من مختلف الشرائح يعشقون هواية امتلاك السيارات التاريخية التي لا تُقدَّر حسبهم بثمن لأنها ترمز إلى ذكريات تاريخية وعائلية تجعل منها مكسبا ثمينا. وفي هذا الإطار يقول الأمين العام للجمعية السيد غماري محمد نزيم إن ما يزيد عن 100 جزائري من هواة السيارات العتيقة اتحدوا وأسسوا جمعية للحفاظ على هذا المكسب التاريخي، مؤكدا أن الطلبة انبهروا لرؤية هذه السيارات أمامهم بعدما كانوا لا يرونها إلا في الأفلام والأشرطة الوثائقية، خاصة وأن السيارات التي عُرضت يزيد عمر بعضها عن 90 سنة وهي ترمز إلى فترات تاريخية مهمّة حيث ركبها العديد من زعماء ورؤساء العالم. وعن كيفية امتلاك هذه المركبات النادرة من طرف الجزائريين قال المتحدث لكل شخص قصته مع السيارات العتيقة التي تواجدت في الجزائر في الحقبة الاستعمارية وتخلى عنها أصحابُها ليمتلكها عدد من الشهداء المجاهدين الذين تركوها لأبنائهم أو أهدوها لأصدقائهم، ما يجعل لهذه السيارات دلالة عائلية وتاريخية. وعن المركبات المعروضة في الجامعة أكد نائب رئيس الجمعية السيد جعيطي كمال أن عدد السيارات المعروضة تجاوز 28 سيارة أصحابها قدموا من مختلف مناطق الوطن لتمكين الطلبة من الإطلاع عن قرب على هذه المركبات التي تستخدم أيضا في الأفلام التاريخية الجزائرية. ومن أهم السيارات المعروضة سيارة "شوناري والكار" من طراز 1920 التي صمّمها مهندسان (بريطاني وفرنسي)، وكانت حينها تحفة حقيقية أعجب بها وركبها العديد من المسؤولين الفرنسيين وحتى البريطانيين . كما عرضت سيارة "أولتس موبيل" البريطانية من طراز سنة 1930، بالإضافة إلى "سيتروان تراكسيون" طراز سنة 1956 التي كانت الطراز المحبب للزعيم الفرنسي "دوغول"، كما عرضت لأول مرة الدراجة الألمانية التاريخية التي أحبها الزعيم الألماني هتلر وهي دراجة نارية بعربة مجاورة من طراز "بي أم دبليو" 1930، وعرضت أيضا سيارة "دي أس بالاسّ سيتروان" التي كانت من أحب السيارات إلى الرئيس الراحل هواري بومدين وكان يستعملها في تنقلاته ومهماته الرسمية، وعُرضت في الجامعة العديد من السيارات العتيقة على غرار "بيجو 201" طراز 1927 و"203" طراز 1955 و "403" طراز 1960 بالإضافة إلى العديد من السيارات التي أدهشت الطلبة.