كشفت إحصاءات أخيرة في الجزائر أن تسرب قطرة ماء في الثانية الواحدة من حنفية واحدة لأسرة واحدة يؤدي إلى ضياع ما يساوي ال 144 ألف لتر من الماء الشروب في الثلاثي الواحد، وخسارة مالية تقارب ال 90 مليون سنتيما، أي ما يعادل ال 350 مليون سنتيم في السنة، إذا اعتبرنا تكلفة اللتر الواحد مساوية ل 6 دنانير. وكشفت مصادر عليمة ل "الشروق اليوي" على هامش الملتقى الدولي للمياه الذي نظمته جمعية اليخضور في البليدة، أن الجزائر لا تستغل سوى ثلث مصادرنا المائية من أصل 09 مصادر معروفة لحد الساعة.قال الباحث المتخصص في المياه الأستاذ رميني من جامعة البليدة، أنه يتوجب على أصحاب القرار الاهتمام بالباحثين الجامعيين للعمل في شكل منسق مع أهل الاختصاص في مجال دراسة وتسيير الموارد المائية، ولمَ لا إنشاء مرصد لتسيير ومراقبة وتوزيع الماء في الجزائر من أجل الوصول إلى استراتيجية في التسيير العقلاني لهذا العنصر الحيوي وغير المتجدد في الكثير من مصادره، وكشف في الوقت ذاته أن الجزائر تملك 09 مصادر هامة للمياه تتقدمها المياه السطحية القريبة إلى مستوى سطح الأرض والتي تساوي في حجمها 12 مليار متر مكعب تستغل الجزائر فقط 6.5 مليار م3 تتوزع عبر السدود، مشيرا إلى أن تداركا في هذا المضمار تم بموجبه الشروع في انجاز 20 سدا مستقبلا، وتليها المياه الجوفية في الشمال بحجم كمي يقدر ب 02 مليار م3، أم المصدر الثالث فيتمثل في المياه الجوفية العميقة التي تعتبر مصدرا ذا أهمية كبيرة جدا ينتشر في الصحراء بحجم يقدر ب 60 ألف مليار م3 لا تستغل منه سوى 1.4 مليار، فيما يزيد الاحتياج إلى 05 مليار م3، وأضاف المتحدث أن تحلية مياه البحر تعد مصدرا استراتيجيا آخر سعت وتسعى الجزائر الى الخوض فيه حاليا، يليه مباشرة مصدر هام يتمثل في مياه الفيضانات خاصة بالصحراء، حيث أكد الأستاذ الخبير بأن كميات معتبرة تضيع دون استغلالها، على العكس فإن مناطق بغرداية عند بني ميزاب حرصوا ويحرصون منذ زمن على استغلال هذا المورد بحكمة بالغة ما تزال قائمة لليوم، وعرج الباحث إلى الحديث عن مصدر لا يزال مجهولا بحدود تيميمون في الجنوب في باطن العرق الكبير، حيث قال إن مخزونا باطنيا هاما ما يزال دون كشف ولم تقدر بعد سعته، مشيرا إلى ضرورة استغلال مصادر المياه العذبة النابعة وسط البحر والتي تتطلب إمكانات ضخمة ودقيقة في استغلالها، ونبه الباحث رميني إلى أن الجزائر تعرف مشاكل في تسيير المياه يجب تداركها، خاصة عند استعمال الأسمدة التي تحتوي على مادة النيترات التي تلوث الماء ومشكل التلوث في عمومه، بالإضافة إلى ظهور ظاهرة طغيان مياه البحر بالسواحل الغربية والتي نجم عنها تسرب واختلاط المياه المالحة بآبار تلك المناطق مثل ما حدث في تيبازة، مشيرا في ختام حديثه إلى أن خبراء الاستراتيجية كشفوا بأن الحرب القادمة ستكون حول مصادر المياه، وأن العام 2025 ستعيش قرابة ال 300 نقطة من العالم بما فيها دول عربية نزاعات دامية جراء ارتفاع في عدد السكان الذي سيشارف ال 08 مليارات نسمة.