يعيش سكان حي طريق اولاد بليل الواقع عند المخرج الجنوبي لولاية البويرة والمحاذي للطريق السيار (شرق - غرب) أزمة خانقة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، الأمر الذي أجبرهم على البحث عن قطرة ماء في أي مكان وبأي سعر، حيث وصل سعر الصهريج الواحد إلى 1000 دج. وقد قام السكان منذ سنوات بالاتصال بمختلف المصالح للتكفل بهذا الانشغال الذي أصبح يؤرق عددا كبيرا من العائلات، حيث تم ربط الحي بشبكة جديدة لتوزيع المياه لخزان اولاد بليل بعدما قاموا بدفع مبالغ مالية إضافية قدرت ب 3 ملايين سنتيم لكل بيت، لكن مشكلة نقص الماء لم تعرف انفراجا ليصطدم سكان الحي بالواقع المر الذي أصبحوا يعيشونه منذ أكثر من 20 سنة، رغم أن حيهم لا يبعد إلا بحوالي 3 كلم عن عاصمة الولاية التي تعرف تزودا بالماء الشروب طوال أيام الأسبوع، علما انهم نظموا عدة احتجاجات آخرها كان في شهر جويلية الأخير وذلك للمطالبة بتوفير هذه المادة الضرورية للحياة، إلا أن الشركة الجزائرية لتوزيع المياه قامت بحل مؤقت يتمثل في تزويد هؤلاء السكان بالمياه عن طريق الصهاريج، لكن المشكل مازال قائما خاصة وأن حصة الحي من هذه الصهاريج مرة واحدة في الشهر حسب تصريح أحد المواطنين الذين عبروا ل"الفجر" عن معاناتهم اليومية في ظل صعوبة الحصول على هذه المادة، خاصة وأن الكثير منهم يعتمد على التزويد بالماء عن طريق الصهاريج التي أثقلت كاهلهم. هذا الحل أصبح غير مجدٍ خاصة إذا ما علمنا أن سعر الصهريج الواحد من الماء لم تعد تحكمه القوانين وأصحاب الصهاريج يبيعون الماء وفق الثمن الذي يريدون، أما النصف الآخر من ذوي الدخل المحدود أو المنعدم وجدوا أنفسهم قد حرموا أطفالهم من عطلة الصيف ليقحموهم في رحلة بحث عن قطرة ماء بسعة قدرها 3.4 مم3 إلى جانب 255 بئر مائي بسعة 871.61 ل في الثانية وبمعدل وصل 80 ألف م3 يوميا، وحسب الاحصاءات الأخيرة التي قامت بها مصالح الولاية، فإن نسبة إيصال المياه للسكان قدرت ب 93 %، حيث قدرت حصة كل ساكن داخل النسيج العمراني ب 150 لتر يوميا أما في الوسط الريفي فقدرت ب 190 لتر. وجدير بالذكر أن ولاية البويرة سجلت هذه السنة سقوط كمية معتبرة من الأمطار فاقت 780 ملم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذاالمقام، أين حصة سكان حي اولاد بليل من كل هذا؟! وفي انتظار تحرك السلطات المعنية يبقى الماء في اولاد بليل أحد المشاكل التي أخذت حيزا كبيرا من احتجاج وشكاوى السكان، وتبقى مبررات واعتذارات الإدارة لا تكفي لإنهاء العطش، ولهذا فإن سكان حي اولاد بليل يطالبون بتوفير هذه المادة الضرورية خاصة وأننا نعيش فصل الصيف الحار ونحن مقبلون على شهر رمضان المعظم والدخول المدرسي.