أصجت الجزائر من أكثر الدول في العالم تعرضا للجوسسة و القرصنة المعلوماتية حيث تبين أن برامج و فيروسات مصدرها إسرائيل و الولاياتالمتحدة تخترق يوميا أجهزة كمبيوتر الجزائريين المتصلة بشبكة الانترنت.. و قد جاء في تقرير مستقل نشرته أول أمس شركة ويبروت سوفتوير المختصة في حماية شبكة الانترنت أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث الدول التي تتعرض للهجمات الجواسيس و القراصنة على شبكة الانترنت خلال السداسي الأول من سنة 2007 . و أوضح التقرير أن الجزائر احتلت المرتبة الثانية عالميا خلف بورتوريكو و أمام جمهورية دومينكان و البحرين اللتين تتعرضان لهجمات لما سمي ب"سباي وير" الكلمة الانجليزية التي تعني برنامج التجسس، و هي الأداة التي تخترق الحاسوب بهدف الاستيلاء على جميع المعطيات الشخصية و المعلومات السرية التي يحتويها و تسليمها في العديد من الحالات إلى جهات أخرى. و بالتالي يتمكن كل من يرسل هذا البرنامج الجاسوس أن يطلع دون علم صاحب الحاسوب على محتوياته ويرى مباشرة كل ما يرى صاحب الحاسوب متى دخل صاحب الحاسوب شبكة الانترنت. كما تسمح فيروسات التجسس من معرفة المواقع التي يزورها كل شخص و حتى الملفات التي يشحنها من الشبكة و بالتالي يتم إحصاء جميع عادته على الشبكة. وأشارت ويبروت أنها قامت بتحقيق في 102 دولة اتضح على أثرها أن نسبة اختراق الحواسب في الجزائر قد بلغت 2ر37 بالمائة مند جانفي الماضي بعد بورتوريكو بنسبة 7ر41 بالمائة، أما في جمهورية الدومينميكان فقد بلغت النسبة 5ر34 بالمائة تليها البحرين 2ر33 بالمائة .و تستهدف هجمات الجواسيس الحواسب الخاصة و العمومية التابعة للمؤسسات و الهيئات الرسمية على حد سواء إلى جانب الهواتف النقالة. و توضح ويبروت بان توسع دائرة مستعملي شبكة الانترنت يزيد من خطر تعرض الحواسب للجوسسة في سوق تعرف انتعاشا كبيرا مند السنوات الأخيرة ، الأمر الذي يجعل دول أوروبا هي أيضا عرضة للجواسيس و القراصنة. ويضيف التقرير أن بريطانيا و ايرلندا و ليتوانيا و رومانيا من الدول الأكثر استهدافا في القارة في حين أن الحواسيب العمومية في سنغافورة و الصين تتعرض لهجمات شرسة من قبل برامج التجسس فضلا عن نيوزيلندا. و يشير التقرير إلى أن "سباي وير" يخترق الحاسوب بواسطة العديد من الحيل لاسيما في شكل إشهار مغري أو بريد الكتروني أو من خلال برامج مجانية و أغاني و صور يتم شحنها من قبل مستعملي الانترنت. و الخدعة الأخيرة التي لجأ إليها الجواسيس هي اقتراح لمستعملي الانترنت برامج مجانية لمكافحة الفيروسات و برامج التجسس تتحول فور شحنها إلى بؤر تجسس. من بينها "بيوريتي سكان" و "غاتور" كما تبين أن برنامج شحن الأغاني المعروف "كازا" الإسرائيلي المصدر– كما هو الشن بالنسبة لبرنامج "ايماش"- أصبح من البرامج الموجهة للجوسسة و لتهديد الحياة الخاصة للأشخاص و المؤسسات الرسمية وقد أصدرت ويبروت قائمة من 15 برنامج صنفتهم في خانة أدوات التجسس و القرصنة. و تستطيع هذه البرامج المخادعة حساب عدد الضربات على الراقن عادة لفك الشفرات لاسيما تلك المتعلقة بالبريد الالكتروني أو بطاقات البنكية أو حتى المحولات. و أفرزت التحاليل التي آجرتها ويبروت عن وجود أكثر من 2 مليون حالة اختراق للحواسيب في العالم و أكثر الاختراقات تكرار كانت في الجزائر و بورتوريكو و اليمن إلى سنغافورة و الصين . وقد بلغت هذه الاختراقات ذروتها خلال شهري مارس و أبريل الماضيين و مست حتى المؤسسات الرسمية حيث أحصت الشركة نحو 573000 هجوم على الحواسيب خلال هذه الفترة. وقد كشفت شركة سيمانتك المختصة في حماية شبكات الانترنت أن 31 بالمائة من برامج الجوسسة مصدرها الولاياتالمتحدة و 2ر26 بالمائة مصدرها إسرائيل أمام كل من ألمانيا (4ر8 بالمائة) و فرنسا ( 3ر7 بالمائة) و تايوان ( 4ر5 بالمائة) . و للتصدي لاختراقات القراصنة و الجواسيس ينصح خبراء الوقاية مستعملي الانترنت بحماية حواسيبهم و محيطهم المعلوماتي باللجوء إلى برامج رسمية المضادة للفيروسات وبرامج التجسس. كمال منصاري