أكد الشيخ عبد الكريم ديغر أن مسألة إرضاع المرأة للكبير، التي كثر الجدال حولها في الفترة الأخيرة "هي مسألة موجودة في كتب الفقه، لكنها من المسائل التي لا يعرفها إلا خاصة الخاصة" متسائلا عن مغزى إثارتها في الوقت لبراهن. بالنسبة للشيخ عبد الكريم ديغر إمام وخطيب سابق بمسجد الوفاء بالعهد بالقبة (لابروفال) فإن مسألة إرضاع المرأة للكبير من الرجال ليست مبتدعة ولم تخترع، فهي موجودة في كتب الفقه باعتبارها وجدت لحل وضعية معينة، لكنها لم تمارس على مستوى واسع مثلما ذهب إليه الجدال القائم حاليا، حيث يعتقد الشيخ أنها أخذت من الوقت والجدال ما هو أكثر من حجمها "مسائل خلافية تثار لإشغال الرأي العام عمّا هو أهم من انشغالات الأمة". فبمقابل مسألة إرضاع المرأة للكبير التي شرعها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لحل مسائل معينة بعينها "مثل المرأة التي ربت طفلا دون أن ترضعه وعندما كبر وأصبح شابا صار زوجها يتحرج منه ومن دخوله عليها، فلما حكا للرسول صلى الله عليه وسلم أمره أن يطلب منها إرضاعه" رفعا للحرج، ويذكر أن السيدة ذاتها تحرجت جدا من الأمر، وقد اختلف الفقهاء أيضا حول رواية الطريقة التي تمت بها الرضاعة سواء ما إذا كانت عن طريق الثدي طبيعيا أو عن طريق قدح ليشرب منه الكبير، حيث أضاف الشيخ ديغر يقول في هذا الشأن أن المرأة المعنية بالقصة والتي أرضعت الشاب الذي ربته "اختبأت في بيتها سنة كاملة من كثرة الحرج"، مما قد يفسر طريقة الرضاع التي اختلف الفقهاء بخصوصها، خاصة وأن من شروط الرضاعة أنها تكون في خمس رضعات مشبعات. أما ما اشتهر من إرغام الأزواج زوجاتهن على إرضاع الأصدقاء وزملاء العمل تبعا للفتوى التي أطلقها احد شيوخ الأزهر منذ حوالي 3 أشهر ثم أعدل عنها، فالأمر يكاد يكون "جنونا" لأن لا الظرف ولا الحالة التي ذكرت في الفتوى هي نفسها التي شرعت من أجلها حالة إرضاع الكبير، مع أن القياس والاجتهاد موجود في محل هذه الحالات. ورغم كل ما أشيع بخصوص هذه المسألة فإن المراد من خلالها حسب محدثنا الإمام السابق لمسجد (لابروفال) بالقبة هو شغل الرأي العام بما لا يفيد المسلمين، وترك الأمور الأمور الجادة من فجور وانحلال خلقي وتفشي الأمراض الاجتماعية وسط شباب المسلمين "يضاف إليها مهاجمة المنهج السلفي الذي لا يعد في الحقيقة منهجا للتطرف، بل بالعكس هو منهج منفتح لفهم الكتاب والسنة" . غنية قمراوي