عاد التهافت بولاية بسطيف على مادة الفريك التي تعتبر المادة الرئيسة في طبق الشوربة في رمضان، حيث تحولت هذه الأيام إلى عملة كثيرة التداول تشغل بال العائلة السطايفية التي، ورغم حرصها على اختيار النوعية الجيدة، تكون في بعض الأحيان ضحية لتحايل التجار الذين يستعملون شتى الطرق لتحقيق الربح السريع. هذه المادة التي تحضر بها شربة رمضان يشهد لها الجميع بأنها الأفضل وطنيا بولاية سطيف حيث تفضل العديد من العائلات العاصمية و من - باقي الولايات- اقتناءه من سطيف نظرا لنوعيته الجيدة. فباعتبار أن المنطقة مشهورة بطابعها الفلاحي واختصاصها في الحبوب، فإن الفريك يحظى باهتمام خاص لدى الفلاحين الذين يخصصون له حيز ضمن محاصيلهم السنوية. وحسب الفلاحين الذين التقيناهم، فإن الفريك يتطلب عناية خاصة لأنه مرتبط بوقت معين ويجب حصده في مرحلة مبكرة تعرف علميا باسم المرحلة الحليبية أي عندما تمتلئ السنبلة بالحليب ويميل لونها إلى الأسود، والملفت للانتباه أن أغلبية الفلاحين يقومون بحصده بالمنجل ولا يستعملون الآلات الكبيرة، وذلك لان المساحة المخصصة للفريك تكون صغيرة ولا تستدع تدخل الجرار. و إذا كان بعض الفلاحين يتولون تحضيره بطريقتهم الخاصة، فإن العديد من العائلات السطايفية تتولى بنفسها هذه المهمة بحيث يتم اقتناء السنابل وحرقها بطريقة تقليدية ثم تصفيتها من القشور وبعدها تنشر الحبوب أرضا حتى تصبح أكثر صلابة، ثم تأتي مرحلة الطحن التي يتم فيها تكسير الحبة إلى أجزاء صغيرة تحافظ على خشونتها و يتم بعد ذلك تصفيتها بالغربال للتخلص من المادة الرطبة و هنا يكون الفريك جاهزا للاستعمال كأشهى طبق في مائدة رمضان. وباعتبار أن الفريك الأخضر هو الأجود، فإن بعض المسوقين لهذه المادة يلجؤون إلى التحايل باستعمال ملون اخضر لتمويه الزبون و قد ذهب العديد من المستهلكين ضحية هذه المادة التي سرعان ما تزول عند غسل الفريك . وفيما يخص عملية التسويق، فإن السعر يتراوح بين 130 دج و 160 دج بالنسبة للفريك غير المطحون، أما الفريك الجاهز فيصل سعره إلى 230 دج بالنسبة للنوعية الجيدة التي يفضل دوما العديد من التجار و المنتجين تركها للزبائن الدائمين والأحباب، كما يعمد بعض المستهلكين إلى خلطه بمادة المرمز التي تستخلص من الشعير و الذي يعتبر هو الآخر من المنتجات التي تشتهر بها المنطقة. وفي كل الأحوال يبقى الفريك السطايفي الأجود وطنيا و الأكثر حضورا في موائد رمضان بدون منازع . سمير مخربش