"...حي على الفلاح... حي على الجهاد...ياقوم فيقوا كفاكم نوما..."هي عبارات أطلقها أحد دعاة السلفية الجهادية ، باستعمال مكبر صوت مباشرة بعد صلاة الفجر بمسجد "التهذيب" بحي "تجديت" العتيق بمدينة مستغانم. أسفرت هاته الحادثة التي أعادت إلى الأذهان نشاط حزب الانقاذ المحل في بداية التسعينيات، عن توقيف إمام المسجد المدعو "م.ش" والبالغ من العمر 50 سنة رفقة المؤذن المدعو "ب.س" 57 سنة، بالإضافة إلى 3 أشخاص آخرين وذلك بتهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية والتحريض على ارتكابها، وقد نفى إمام المسجد الذي كان مسرحا "لصيحات" الجهاد، رفقة المؤذن أن تكون لديهم صلة بالحادثة الفريدة من نوعها، وقد تم سماع المتهمان بناءا على شكوى تقدم بها سكان حي "مسكين مفلوح" بتاريخ ال12 من الشهر الجاري، مفادها أنهم سمعوا نداء المؤذن وهو يردد عبارات تحرض على الجهاد مباشرة بعد صلاة الفجر وذلك في حدود السادسة والنصف صباحا، هذا وقد أضاف إمام مسجد التهذيب أنه غادر المسجد مباشرة بعد الصلاة رفقة المؤذن تاركين وراءهما مجموعة من الشباب، وعلى ضوء هاته المعلومات باشرت مصالح الشرطة القضائية تحقيقات مكثفة أفضت إلى التعرف على هوية الأشخاص الذين قاموا بترويع السكان، ويتعلق الأمر بالفاعل الرئيسي "ب.ي" البالغ من العمر 29 سنة، الذي اعترف بأنه من قام بالنداء رفقة المدعو "ب.م" 23 سنة و"خ.ر" 23 سنة، كما خلصت التحقيقات إلى أن المتهم الرئيسي سبق له وأن نشط في الجيش الإسلامي للإنقاذ سابقا "الأيياس"، والأخطر من ذلك أن الموقوفين جميعا الذين مثلوا أمس أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة مستغانم، اعترفوا بأنهم كانوا بصدد تحريض أبناء الحي على الالتحاق بالجماعات الإرهابية قصد "الجهاد"، هذا وتترد أنباء بالتحاق ابن المؤذن الذي تم سماعه في القضية بصفوف الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى التحاق أحد المراهقين الذي يقطن بحي "الحرية" بصفوف التنظيم المسلح، هذا الأخير الذي كان مواظبا على أداء صلاة الفجر في "مسجد التهذيب"، وفي السياق ذاته أفادت مصادر أمنية أن المسجد المذكور آنفا، يعد من أهم معاقل التيار الإسلامي المتشدد بالولاية، حيث أن أغلبية الشباب الذين التحقوا بصفوف الجماعات الإرهابية في الفترة الأخيرة ، اتخذوه مركزا للتجنيد. ب.العربي المقال في صفحة الجريدة pdf