حي تجديت الشعبي بمدينة مستغانم هو من بين الأحياء العتيقة، ومن يزور المدينة ولا يدخل هذا الحي، فكأنه لم ير مستغانم إطلاقا. نقول هذا، لأن الحي المذكور يعد حاليا تحفة معمارية وذاكرة تارخية لما عرفته المدينة من أحداث طبيعية لاتزال عالقة بذكراة المستغانميين عام الطوفان وفيضانات وادي العين الصفراء عام 1927 الطوفان الذي دمّر جزءا كبير من حي تجديت وهناك مباني بطراز معماري فريد من نوعه لاتزال شامخة رغم مرور أكثر من قرنين من الزمن عليها. كما أن تجديت كان مسقط رأس أغلبية رموز مستغانم وأعلامها وعلماءها ورجال الفن والمسرح والذين وضعوا بصماتهم في التاريخ الحضري والثقافي للمنطقة وكانو قد تلقوا تعليمهم الإبتدائي في أحضان حي تجديت الذي هو أول مكان بمستغانم إنطلقت منه شرارة المقاومة الشعبية والفدائية ضد الإستعمار الفرنسي تلك المقاومة التي قادها المواطنون الذين كانو يسكنون في بيوت قصديرية في مناطق قادوس المداح والسويقة والشارة والهناء . ،فضلا عن شهداء المنطقة أمثال قارة مصطفى وبن عياد ونسيب يحي وغيرهم الذين كثيرا ما أوقعو القوات الإستعمارية في عدة كمائن خلال السنوات الأولى من حرب التحرير في أرجاء الحي المتميز بأزقته وطرقه الضيقة ودروبه الوعرة ومدخل مبانيه التي أتخذ منها الفدائيون حصنا لهم ينطلقون منها و يختبئون فيها ، زيادة على ذلك. وأن كان هذا هو الحال تجديت في الماضي فكيف هو الأول وكيف هي وضعيته العمرانية والإجتماعية للسكان الذين يفوق تعدادهم 50 ألف نسمة باعتباره أكبر كثافة سكانية تتمركز بهذا الحي الشعبي فالملاحظ في مناطق السويقة وقادوس المداح والزاوية وجود عائلات لا تزال تسكن في مبان قديمة جدا وهناك أكثر من عائلة في حوش واحد قد لا يتسع لأكثر من عائلتين. والغريب في الأمر ونحن في الألفية الثالثة لا نزال نصادف عدة حالات إجتماعية منحطة ومظاهر اِنحلال الأخلاق من جراء الفقر المدقع والبطالة المتفشية غير أن أغلبية السكان هم ضد هذه الآفات والأوضاع المزرية التي ما كانت أن توجد لو اهتم المسؤولون المحليون بالنظر في مشاكل السكان ومنها البطالة وضيق السكنات القديمة، وبالتالي البحث عن إيجاد حلول لها للتخفيف من انتشار الآفات الاجتماعية الناجمة عن حملة المشاكل الاجتماعية. يبقى هذا الحي في انتظار مشاريع سكنية تحسبا لما قد يقع في السنوات القادمة من انهيارات وتصدعات للسكنات القديمة جدا، ولا زالت مشغولة فلابد من بترميم البنايات المهترة وتوزيع الماء الشروب بسكنات لائقة، كما أن المرافق العمومية وشبكة توزيع الماء الشروب تتطلب التجديد والتوسيع في الوقت ارتفع عدد السكان مقارنة بسنوات 1960 و1970 و.1980 عندما كان تعداد السكان الحي لا يزيد عن 15 ألف نسمة، وتبقى حاجة السكان أكثر إلى توسيع المرافق الادارية والصحية والاجتماعية وإعادة تهيئة السوق المغطاة بحي تجديت، السوق الذي بني قبل 50 سنة مرت وأهم ما يتطلب من مسوولي ولاية مستغانم من إداريين ومنتخبين هو إعادة تهيئة كل المرافق والشووارع بحي تجديت لأن معظم الطرق مهترئة بداخل الحي.