النمسا : لا أفهم لجوء كوشنير إلى الخطاب العسكري تسبب وزير خارجية فرنسا ، برنار كوشنير في إثارة موجة من الغضب والاستياء داخل إيران ، كما أن تصريحاته الخاصة بحرب محتملة ضد الجمهورية الإسلامية في الوقت الذي تستمر المساعي الدولية لإيجاد حل سلمي للملف النووي الإيراني ، قد وضعت الدبلوماسية الفرنسية في موقف حرج ،وبينما طالب الحزب الاشتراكي بقيادة فرانسوا هولند بمناقشة برلمانية حول الوضع في إيران ، اعتبرت ألمانيا أنه من "الخطأ" التحدث عن تهديدات بشن حرب . فيما انتقدت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك بشدة تلك التصريحات وقال أن "الزميل كوشنير هو الوحيد القادر على توضيح ما قصده. لا يسعني أن افهم لجوءه إلى خطاب عسكري في هذه المرحلة". و شنت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية الإثنين هجوما لاذعا على فرنسا بسبب تصريحات كوشنير الذي قال فيها إن على العالم أن يستعد لخوض حرب مع إيران بسبب برنامجها النووي.. واتهمت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه " أصبح يقلد الأمريكيين " منذ وصوله إلى الرئاسة. وأضافت الوكالة قائلة " أن المقيمين في الاليزيه أصبحوا منفذين لرغبة البيت الأبيض وتبنوا لهجة أكثر صرامة وأكثر تحريضا وأكثر انعداما للمنطق من واشنطن" ، متهمة فرنسا بالسعي إلى تقويض الاتفاق الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل بعض المسائل العالقة حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني. وكان رئيس الدبلوماسية الفرنسية قد رجح خيار العمل العسكري ضد الجمهورية الإسلامية بقوله " أن على العالم الاستعداد للأسوأ، أي إمكانية شن حرب مع إيران "، وجاء تصريحه في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن إدارة بوش تعتبر أن الوسيلة الدبلوماسية والاقتصادية هي المقاربة الأفضل للاستمرار في مواجهة التهديد الإيراني .. وطلب كوشنير في ذات المقابلة الصحفية بفرض عقوبات أوروبية علي إيران تكون منفصلة عن عقوبات الأممالمتحدة". وكشف زعيم الدبلوماسية الفرنسية أن ألمانيا كانت "اقترحت" عقوبات اقتصادية أوروبية مستقلة ضد طهران .. ويتماشى موقف كوشنير مع التوجه الجديد للدبلوماسية الفرنسية منذ وصول ساركوزي إلى قصر الاليزيه ، وكان هذا الأخير قد أدلى بتصريحات حادة الشهر الماضي في أول كلمة مهمة له عن السياسة الخارجية منذ توليه منصبه بقوله : أن مساعي القوى الدولية لفرض عقوبات على طهران هي البديل الوحيد "لحصول إيران على قنبلة أو لقصف إيران . وقلل الرئيس الإيراني ، احمدي نجاد حينها من أهمية تلك التصريحات ونسبها إلى "قلة الخبرة" لدى ساركوزي ورغبته في "الحصول على مكان في الساحة الدولية". وتقود فرنسا إلى جانب الولاياتالمتحدةوألمانيا وبريطانيا المساعي الدبلوماسية لمعاقبة إيران على رفضها تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم. ونجحوا في إقناع روسيا والصين المترددتين في دعم قرارين للأمم المتحدة بفرض عقوبات. وينتظر أن تعقد الدول الست " الولاياتالمتحدة ،روسيا والاتحاد الأوروبي والصين والأممالمتحدة "بدعوة من واشنطن يوم 21 سبتمبر اجتماعا لمناقشة فرض مجموعة ثالثة من عقوبات الأممالمتحدة .. ومن جهة أخرى ،فقد أثارت تصريحات كوشنير حول حرب محتملة ضد الجمهورية الإسلامية ردود فعل داخل فرنسا وخارجها ، طالب السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين بمناقشة برلمانية حول الوضع في إيران ، ورأى هولاند أن هذه التصريحات لا يمكن أن تبقى "دون توضيحات أو عواقب لان القول بوجوب الاستعداد للأسوأ، أي للحرب، يعني أن الحكومة ورئيس الجمهورية لديهما معلومات تدعو إلى الاعتقاد أن إيران تتجه نحو القنبلة الذرية وان التفاوض متوقف اليوم". أما هولندا فقد سارعت إلى إعلان استجابتها لدعوة كوشنير ، حيث أعلن وزير خارجيتها " مكسيم فيرهاغن " الاثنين في باريس أن بلاده على استعداد لتطبيق عقوبات أوروبية ضد إيران في حال فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على عقوبات إضافية .. وبخلاف الموقف الهولندي تثار الشكوك حول مواقف بقية الدول الأوروبية الأخرى ، اعتبرت الحكومة الألمانية الاثنين على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية مارتن ياغر انه "من الخطأ التحدث عن تهديدات بشن حرب " . وأضاف قائلا : نعتبر ذلك دليلا على أن أصدقاءنا الفرنسيين ينظرون إلى الوضع بجدية ويجهدون ناشطين معنا للتصدي لمثل هذه التطورات" .. انتقدت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك بشدة الاثنين وزير الخارجية الفرنسي ،و وقالت على هامش افتتاح الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان "الزميل كوشنير هو الوحيد القادر على توضيح ما قصده. لا يسعني أن افهم لجوءه إلى خطاب عسكري في هذه المرحلة".وأعلنت تأييدها لمواصلة العمل على حل التفاوض .. ويؤكد أحد الدبلوماسيين الأوروبيين أن دولا مثل ايطاليا واسبانيا يمكن أن تكون مترددة في العمل من خارج إطار الأممالمتحدة ، محذرا من حدوث انقسام داخل الساحة الأوروبية مثلما حدث خلال غزو العراق . وينتظر أن تتوضح أكثر مواقف باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة مع المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي افتتحت الاثنين في فيينا . ل/ل