"كنا نريد تشريف الجزائر وحمل العلم الوطني و أن نصبح رياضيين مثاليين، لكن هناك يقهر مثل هذه الإرادة... لم نجد اسمينا في قائمة التشكيلة الوطنية للملاكمة المشاركة في الألعاب الإفريقية بعد التربصات المكثفة التي أجريناها ، فانتابنا إحباط و يأس شديدين و فهمنا أن لا مكان لنا في البلاد فقررنا الرحيل عنها بأي ثمن". بهذه العبارات برر الملاكمان ( زروقي) و(تكيلي ) قضيتهما أمام مجلس قضاء الجزائر العاصمة نهاية الأسبوع الفارط بتهمة محاولة الهجرة السرية . هما شابان يقطنان بمدينة الرغاية يبلغان من العمر 22 و23 سنة يمارسان رياضة الملاكمة و شاركا في العديد من المنافسات الرسمية، تحصلا على العديد من الألقاب والميداليات ، وعندما خانهما الحظ ولم يستدعيا للمشاركة في الألعاب الإفريقية قررا وبدون أي تفكير في العواقب الرحيل إلى أوربا عن طريق البحر وبطريقة غير شرعية ،ولما كانا جالسان بالمقهى ببلكور يفكران في السبيل إلى "الحرقة" والخروج من الجزائر التقيا باثنين من معارفهما عرضا عليهما يد المساعدة وربطاهما بشخص يستطيع أن يسفرهما إلى أوربا عن طريق إحدى البواخر وطلب منهما مبلغ 15 مليون سنتيم لكل واحد منهما لتتم العملية،وبعدما دفع احدهما مبلغ 15 مليون سنتيم والآخر مبلغ 7 ملايين سنتيم وقصدا ميناء الجزائر في ليلة 26 افريل من السنةالجارية لركوب البحر وخوض المغامرة اكتشفا أنهما وقعا ضحية نصاب ومحتال أوهمهما بأنهما سيدخلان إلى الميناء ببدلات رسمية وشارة الميناء غير أن ماحصل هو العكس حيث طلب منهما أن يتسلقا الجدار للدخول إلى الميناء وهنا رفضا الشابان(زروقي)و( تكيلي) الأمر وعادا أدراجهما ليبلغا على ماحصل في قسم الشرطة وبعد مدة ارجع لهما الشخص المكلف بترحيلهما المبالغ المالية التي دفعاها، ولحسن نيتهما رجع الشابان إلى قسم الشرطة مجددا ليعلموهم بأنهما استردا أموالهما ، لكن القضية تعقدت بعدما فتح وكيل الجمهورية تحقيقا في الموضوع وتم إلقاء القبض على الشابان رفقة الشخصين الآخرين الذين كان وسطاء في عملية الركوب السري التي فشلت ،حيث وجهت للمتهمين الأربعة تهمة الرشوة و محاولة الإبحار السري وتمت محاكمتهما في محكمة سيدي أمحمد أين حكم عليهم ب8 أشهر حبس نافذة،وبعد الاستئناف عادت القضية مجدا إلى مجلس قضاء الجزائر العاصمة أين التمس النائب العام نهاية الأسبوع الفارط تشديد العقوبة في حق المتهمين الأربعة نظرا لخطورة الوقائع حيث التمس عقوبة 3 سنوات حبس نافذة في حق الوسطاء ورفع عقوبة الشابان زروقي وتكيلي إلى عامين حبس نافذة . هذان الأخيران اللذان صرحا في جلسة الاستئناف أنهما نادمان عن فعلتهما وأنهما لم يدريا ماذا يفعلان عندما علما أنهما لن يشاركا في الألعاب الإفريقية وطلبا من القاضي أن يرأف بهما لان المشوار مازال طويلا أمامهما لتشريف الجزائر ورفع العلم الوطني من جديد، في حين أن دفاع المتهمان الأستاذ شريف شرفي طالب بالبراءة التامة لموكليه الذي اعتبرهما شباب ضحية الظروف المعاشة حيث أنهما رياضيان يمارسان رياضة الملاكمة كان يريدان تمثيل الجزائر في الألعاب الإفريقية إلا أنهما فوجئا بعدم ورود اسميهما ضمن قائمة اللاعبين فما كان منهما إلا التفكير في الهجرة إلى أوربا ،ويضيف الدفاع بان اللاعب الجزائري في أوربا معترف به أكثر من الجزائر وما هاذين الشابين اللذين يقبعان بالسجن منذ 4 أشهر إلا عينة عن مايعانيه الرياضيون بالجزائر ،وعلى هذا الأساس طالب الأستاذ شريف شرفي من هيئة المجلس الموقر أن تنظر بعين الرأفة للمتهمان وتفيدهما بأقصى ظروف التخفيف لأنهما أوقفا العملية بإرادتهما و ذهبا إلى مركز الشرطة بأنفسهما للتبليغ وهذا يدل على نيتهما الحسنة وأنهما ضحايا لسماسرة العباد الذ ين يساعدون الشباب على الحرقة والموت في اعما ق البحار كما نسمع عنهم كل يوم في الجرائد. أما النطق بالحكم في القضية فسيكون الأربعاء المقبل. الهام بوثلجي