السؤال: أنا مصاب بمرض الربو، وأستعمل البخاخة خلال النهار، فهل صيامي صحيح أو أنا مفطر باستعماله؟ الجواب: إذا استعمل الصائم المصاب بمرض الربو البخاخة خلال النهار فإن صومه صحيح ولا يفسد بذلك، والأصل في ذلك الاستحسان، لأنه مضطر إليها ولا يستغني عنها، ولو منعناه من استعمالها لكان في حرج شديد، وربما هلك، ولأن أعراض ضيق التنفس تعتريه في رمضان وغيره، فيعفى عنه كما عفي عن غبار الطريق ودخان الحطب، وكما عفي عن غالب غبار الدقيق والجبس وغبار الكيل بالنسبة للصانع، بل العفو عن البخاخة أولى لتحقق الضرورة، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حرجٍ"، ويقول: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ". . السؤال: أنا امرأة معتادة على الذهاب إلى المسجد في رمضان لصلاة التراويح، وأنا في هذا العام حامل ولا أستطيع أن أخرج من البيت، رغم أن المسجد قريب منا، ولي رغبة شديدة في التراويح، فهل يجوز لي أنا أتابع الإمام في صلاة التراويح من بيتي لأنني أسمع قراءته وتكبيره وسلامه جيدا؟ الجواب: يجوز لك متابعته في صلاة التراويح مادمت تسمعين قراءته وتكبيره وسلامه. . السؤال: اعتدت أن أغتسل في الصيف عدة مرات لأشعر بالانتعاش، فهل يجوز لي فعل ذلك في رمضان؟ الجواب: الأصل في هذا الجواز ولا يوجد دليل يمنع الصائم من الغسل أثناء الصيام ولو كرره في اليوم عدة مرات، ولو قصدت باغتسالك التقوي على الطاعة والنشاط في العبادة لكنت مأجورا بذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى". . السؤال: أعرف بعض الناس يذهبون في ليالي رمضان إلى بعض الأماكن المعروفة بالفواحش والمنكرات كالملاهي واختلاط الرجال بالنساء وغير ذلك، فما هو حكم مثل هؤلاء الذين يصومون ولا يتركون الفواحش؟
الجواب: شرع الله تعالى الصيام لتهذيب النفوس واستقامة السلوك، فإذا كان الصائم منغمسا في الفحشاء والمنكر غير مبال بالحرام فقد حرم نفسه من الخير الكثير والأجر العظيم وعرضها لسخط الله ومقته، والله تعالى يقول في شأن الصوم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، ومعنى "لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" على رأي بعض المفسرين لعلكم تتقون المعاصي وما حرمه الله عليكم، فمن لم يترك ما حرمه الله عليه لم يكن من المتقين، وجاءت الأحاديث مؤكدة لذلك، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ"، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"، فدل الحديث على حرمة الرفث والصخب وقول الزور وكذا سائر المحرمات، ودل أيضا على وجوب صيانة الصوم عما لا ينبغي من المحرمات، وعليه فإن هؤلاء الذين يرتدون أماكن المنكر ويقضون ليلهم في اللهو والمنجون حرموا أنفسهم من فضل رمضان وسوّدوا صحائفهم بالإثم والعدوان، ولن يجعل الله تعالى هؤلاء كمن صام وقام إيمانا واحتسابا، وصدق الله إذ يقول: "أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ".