عبد الناصر منذ أن ظهرت »القاعدة« للوجود وهي ترفع شعار العداء للصهيونية ولإسرائيل وحتى لليهود، فضربت عبر الطائرات وفي البواخر والقطارات والفنادق والسفارات في دول متعددة واستنسخت لنفسها »قواعد« أخرى في بلدان عربية وإسلامية تفننت جميعها في تضخيم قائمة »العصاة والكفرة« الواجب بترهم، وجاءت بداية »بذور« القاعدة في رحلة إلى أفغانستان لمحاربة الشيوعيين ثم البوسنة لمحاربة الصرب والشيشان ولم تكن أبدا في فلسطين لمحاربة مغتصبي أولى القبلتين... وحتى عندما اشتد عود تنظيم القاعدة سافرت إلى نيويورك لدك البرجين، وتل أبيب لا تبعد عنها إلا بلمح »التكبير والتهليل والتسبيح«، فكانت حربا مباشرة مع أمريكا مكنت هذا »الفرعون« الجديد من أن يعلنها للعالم »أنا ربكم الأعلى« ويبني لنفسه صرحا ليبلغ الأسباب، ثم بحثت القاعدة لفرعون العالم عن »هامان« و»قارون« فضاعفت من قائمة أعدائها فضربت في أندونيسيا وإسبانيا بعد أن ضربت في كينيا وتانزانيا ودخلت الأراضي العربية من الأردن إلى المغرب فقتلت وجرحت وأرهبت من كل الأجناس والديانات والقارات من »سود« تانزانيا إلى »صفر« أندونيسيا إلى »سمر« المغرب العربي و»بيض« إسبانيا ومن كل الطوائف باستثناء الإسرائيليين الذين لم يشيعوا ولو ضحية واحدة لهم بإمضاء القاعدة.. ولعبت أمريكيا دورها المعروف في تلطيخ كل هاته السيناريوهات المكتوبة بقلم القاعدة ونجحت في إقناع كل العالم بتصرفاتها الاستعمارية بحجة محاربة هذا الصبي المشاكس الذي تربي في أحضانها، بينما راحت »القاعدة« تنصّب في الكثير من بقع التوتر في العالم لنفسها سفارات دم، فخاضت في معضلة العراق وطالبت بقلب نظام مشرف في باكستان كما جاء في آخر تسجيل لبن لادن والظواهري، واستغلت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في المغرب والجزائر، ولكنها في كل الصراعات مع إسرائيل تغيب بيدها أو بلسانها، أو حتى بأضعف الإيمان فهي لم تمد يد العون لحماس السنية في غزة بالرغم من أنها الوحيدة التي تحدت إسرائيل ولم تمد يد العون لحزب الله الشيعي، الوحيد الذي حارب إسرائيل وقهرها، وتفادت نهائيا الحديث عن هذا الصراع وكأنه غير موجود أصلا. عندما يصبح تفجير باتنة الأوراس أهم من تفجير تل أبيب، وعندما يصبح مشرف أخطر من أولمرت وعندما تشتعل كل بلدان العالم إلا إسرائيل، عندها فقط بإمكاننا أن نقول لأسامة بن لادن السعودي ولرفقائه وأتباعه "سبحان الذي أسرى بعباده من المسجد الحرام إلى مساجد العالم دون، المسجد الأقصى"!!