رفض مستشار القضاء السويدي غوران لامبرتز طلبات تقدمت بها الأقلية المسلمة لملاحقة صحيفة سويدية نشرت رسمًا أساء للنبي محمد صلى الله عليه، معتبرًا أن الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته الصحيفة معتبرا أن الأمر"لم يكن تحريضًا على الحقد العنصري." وقال لامبرتز في بيان له: "إنه كان ضروريا إثبات أن الرسم تعبير عن احتقار كي يعتبر من الاتهامات"، وتابع مضيفا: "إن الافتتاحية والرسم اللذين يتضمنان سخرية لا يعبران عن احتقار أي مجموعة مهما كانت، ورغم أن العديد من المسلمين قد يرون في ذلك الرسم إهانة قبل كل شيء، فإنه لا يمكن اعتبار أن المقال أو الرسم تجاوزا خط ما هو مسموح به في مجال حرية الصحافة". وكانت صحيفة نريكس إليهندا التي تصدر بمنطقة أوربرو (غرب استوكهولم) قد نشرت صورة للرسام لارس فيلكس تجسد رأس النبي الكريم على جسم كلب في 18 أوت إلى جانب افتتاحية تركز على أهمية حرية التعبير. وعقب نشر الرسم رفعت ثلاث جمعيات إسلامية في السويد شكوى لدى المستشار الذي يعتبر الوحيد المخول بفتح ملاحقات في قضايا حرية الصحافة وطالبته بملاحقة الصحيفة ومدير تحريرها أولف يوهانسن بتهمة التحريض على الحقد العنصري. ويضطلع مستشار القضاء السويدي بعدة أدوار، منها مستشار الحكومة في الشئون القانونية وممثل الدولة خلال المحاكمات. وأثار نشر الرسم جدلا وتظاهرات في السويد بشأن مدى حرية وسائل الإعلام واحترام حرية الصحافة. وخارجيا أثار الرسم غضب المسلمين وخرجت المظاهرات في العديد من الدول الإسلامية وخاصة في آسيا احتجاجا على ذلك الرسم. وعلى الصعيد الرسمي أعربت مصر وإيران وباكستان عن احتجاجها دبلوماسيا. كما دعا أبو عمر البغدادي زعيم جماعة "دولة العراق الإسلامية" المحسوبة على القاعدة في العراق السبت على شبكة الإنترنت إلى هدر دم لارس فيلكس رسام الكاريكاتير وأولف يوهانسن مقابل مكافأتين ب 100 ألف دولار (و150 ألفا إذا تم نحره). وطالب "الصليبيين" في السويد بالاعتذار، وإلا فإنه سيدعو إلى مقاطعة كبرى الشركات السويدية مثل أريكسون وسكانيا وفولفو وإيكيا وإلكترولوكس، ويبلغ عدد المسلمين في السويد الآن نحو 360 ألف نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ 9 ملايين نسمة بعد تدفق موجة اللاجئين الأخيرة من البوسنة؛ وهو ما يجعل الإسلام ثاني دين في البلاد بعد البروتستانتية. ولا تعد هذه الرسوم المسيئة للنبي هي الأولى في أوروبا؛ فقد نشرت صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية في سبتمبر 2005 رسوما مسيئة للنبي محمد أشعلت موجة عارمة من الغضب في العالم الإسلامي ترافقت مع مقاطعته للمنتجات الدنماركية. الوكالات