ندّدت الجمعية العالمي للصحف في بيان لها أمس الثلاثاء في باريس، بالتهديدات التي تعرّض لها رسام الكاريكاتورالسويدي المسيئ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي التهديدات بالقتل التي أطلقها تنظيم "القاعدة قبل أسبوع، حيث رصد مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار لمن يقتل الرسام، و50 ألفا لمن يقتل رئيس تحرير المجلة التي نشرت الرسوم. بيان الجمعية العالمية للصحف جاء فيه أنه "مع إدراك الجمعية بأن نشر الكاريكاتور قد يكون أساء للعديد من المسلمين، إلا أن صحيفة نيريكيس أليهندا تتمتع بحرية تعبير كاملة وخيار نشر الكاريكاتور من ضمن هذا الحق ويجب احترامه"، وذهبت الجمعية إلى إعلان ما أسمته "تأيدا تاما للحق في حرية التعبير للصحفيين السويديين فيما يتعلق بالإسلام أو بأي ديانة أخرى، خاصة إذا كانت تلك الديانة عنصرا أساسيا من الجدل السياسي العالمي" على حدّ زعمها، ويُقرأ من لغة البيان أن الجمعية انْبرت للدفاع عن إساءة الكاريكاتوري السويدي للإسلام والمسلمين، غير مبالية بواجب الاحترام المتبادل بين الديانات. إلى ذلك، أجمعت قيادات فكرية ودينية مسلمة بأوروبا على إدانة الدعوة التي صدرت عن أحد فروع تنظيم القاعدة بشأن إهدار دم رسام سويدي أساء للرسول صلى الله عليه وسلم، وحذرت تلك القيادات من أن هذا الأمر "يصب في خط التصادم والتناحر بين المسلمين والغرب ويضر بصورة الإسلام والمسلمين خاصة في أوروبا". من جانبه اعتبر الشيخ أحمد جاب الله عميد المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية وعضو المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء دعوة القاعدة بأنها "باطلة شرعا وقانونا ومصلحة". ومن جهته أوضح الدكتور علي أبو شيمة مدير المركز الإسلامي والثقافي بمدينة ميلانو الإيطالية أن "الرد على سفاهة من هذا النوع يجب ألا يكون بأسلوب القتل والذبح، وهو الأمر الذي يكرس الصورة الأوروبية للمسلمين بأنهم عطشى لرؤية الدم وأنهم سفاحون" مشيرا إلى أن مثل هذه الدعوات "تحطم كل الجهود التي قام بها مسلمو أوروبا في إيجاد مكانة لهم وسط المجتمع الأوروبي" . م.هدنة/الوكالات المقال في صفحة الجريدة pdf