طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومة السويد بإدانة التقرير الذي نشرته صحيفة "هافطن بلادت" السويدية واتهمت فيه الجنود الإسرائيليين بالاتجار بأعضاء الفلسطينيين بعد قتلهم. فيما أعرب مسؤولون آخرون عن غضبهم الشديد إزاء رفض أستوكهولم الاعتذار. ويأتي ذلك في وقت يواصل التقرير تأزيم العلاقات بين إسرائيل والسويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، في قضية قد تتحول إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين. وفي أول تعليق له على التقرير، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع الحكومة أول أمس إن إسرائيل لا تطلب اعتذارا من الحكومة السويدية بل إدانة للتقرير، ووصف تقرير الصحيفة السويدية بأنه "فرية دموية" وقال إن "رياح العداء للسامية تهب منه". وفي حين أعرب بعض الوزراء عن غضبهم الشديد إزاء موقف الحكومة السويدية الرافض للاعتذار عما نشرته الصحيفة. وقال الوزير دانيال هيرتزوغ إنه تصرف غير مقبول من طرف الحكومة السويدية وآمل أن تجد قريبا الطريقة المناسبة لإدانة ما نشرته الصحيفة، فيما أكد وزير المالية يوفال شتايتنس أن الأزمة ستستمر حتى تغير الحكومة السويدية موقفها من التقرير الذي اعتبره معاديا للسامية. وكانت وزارة الداخلية الإسرائيلية قررت وقف إصدار تأشيرات دخول الصحفيين السويديين إلى إسرائيل بعدما رفضت حكومة بلادهم التنديد بتقرير الصحيفة. كما رفض مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي أول أمس طلبا تقدم به مراسل ومصور صحيفة "هافطن بلادت" للحصول على بطاقة الصحافة، وأرجأ إمكانية إعادة النظر في الموضوع إلى ثلاثة شهور. ويقول تقرير "هافطن بلادت" إن جنود الجيش الإسرائيلي يعتقلون ويقتلون فلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ويسرقون أعضاءهم للمتاجرة بها. ونقل الصحفي السويدي دونالد بوستروم عن عائلات فلسطينية في الضفة وغزة اتهامها للجيش الإسرائيلي بالقيام بعمليات اختطاف منتظمة لشبان فلسطينيين ثم إعادتهم إلى ذويهم جثثا هامدة بعد أن انتزعت منها بعض الأعضاء. كما يلفت التقرير إلى وجود تجارة رائجة بالأعضاء البشرية في إسرائيل بسبب الحاجة الماسة إليها، مشيرا لتورط السلطات الرسمية وكبار الأطباء في الأمر، مؤكدا وجود أدلة على اختفاء شبان فلسطينيين لمدة خمسة أيام قبل أن يعادوا إلى مناطقهم بالسر ليلا جثثا هامدة وعلى أجسادهم آثار تشبه التشريح الطبي. ويذكر التقرير أن هذه العمليات تعود لعام 1991 -خلال الانتفاضة الأولى- عندما احتجز الجنود الإسرائيليون شابا فلسطينيا بعد إصابته بأعيرة نارية في صدره وساقيه وتم نقله في مروحية إلى مكان مجهول، ثم أعيد بعد خمسة أيام ملفوفا في أغطية تعود لأحد المستشفيات حيث تبين بعد الكشف عن الجثة أنها تعرضت لاستئصال بعض الأعضاء. واعتبرت إسرائيل تقرير الصحيفة السويدية "معاديا للسامية"، وقال متحدث إسرائيلي إن أستوكهولم تتخذ التمسك بحرية التعبير ذريعة لعدم إدانة الصحيفة المذكورة. وقد رفضت الحكومة السويدية الاعتذار لإسرائيل، ونقلت وكالة الأنباء السويدية "تي تي" عن رئيس الوزراء السويدي فردريك راينفلدت قوله "لا يستطيع أي إنسان أن يطالب الحكومة السويدية بانتهاك دستورها، حرية الحديث شيء لا غنى عنه للمجتمع السويدي". ومن جهته قال وزير الخارجية السويدي كار بيلدت لإذاعة السويد إن "الحكومة لا تراجع تقارير فردية أو ما ينشر في الصحافة، هذه ليست مهمتنا"، وأعرب عن اعتقاده أن علاقات بلاده مع إسرائيل لن تتأثر بهذه القضية. ورفضت الصحيفة السويدية الهجوم عليها، وقالت إن إسرائيل تتجاهل القضية الأساسية عندما اعتبرت أن المقال يحتوي على افتراءات معادية للسامية وجنحت إلى الحديث عن اتهام الأوروبيين لليهود في العصور الوسطى باستخدام دماء أطفال رضع مسيحيين في طقوس خاصة بهم. وفي السياق طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المؤسسات الحقوقية الدولية بفتح تحقيق "جاد وفوري" في ما أوردته الصحيفة السويدية. واعتبرت الجبهة الشعبية، في بيان لها، أن مثل هذه التقارير "يجب أن تؤخذ على محمل الجد لما تحويه من جرائم وتجاوزات تكررت من قبل جيش عنصري اعتاد على اقتراف الجرائم، جريمة تلو الأخرى، دون عقاب أو محاسبة، رغم وجود العديد من الأدلة والبراهين لدى العديد من المحافل الدولية". وقال البيان إن ضبط شبكة دولية لسرقة الأعضاء البشرية وتبييض الأموال في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي من بين أعضائها حاخامات صهاينة "إنما يؤشر بقوة على ضلوع إسرائيل رسميا في سرقة الأعضاء الآدمية والمتاجرة بها".