دعت نقابة الأئمة، إلى استحداث أعوان أمن مختصين توكل لهم مهمة الحفاظ على حسن سير المساجد، وكذا تنظيم أداء الصلاة في المساحات المحيطة بها من بينها صلاة التراويح، بدعوى تفشي بعض المظاهر السلبية كالمناوشات التي تمس بحرمة بيوت الله، نظرا للعجز الفادح من ناحية التأطير. واقترح رئيس المجلس المستقل للأئمة جمال غول، في اتصال مع "الشروق" بأن تتولى وزارة الشؤون الدينية، أو الداخلية مسؤولية تجسيد هذا المشروع، بعد أن لا حظ تنظيمه تفشي السلوكات السلبية التي لا تتماشى مع حرمة المساجد، من بينها المناوشات، فضلا عن تصرفات يرفضها العقل، من بينها إقدام البعض على دخول المسجد وهم يحملون فناجين قهوة، فضلا عن المناوشات التي تحدث يوميا بين المصلين لاحتلال الصفوف الأولى، خاصة في المساحات المحيطة بالمساجد التي عرفت إقبالا كبيرا خلال هذا الشهر الكريم خاصة مع صلاة التراويح، ما جعل الكثير منها تعيش حالة من الفوضى والتشويش، بالنظر إلى قلّة عدد القيمين وكذا المرشدات الدينيات، إذ أن معظمهم يعملون كمتطوعين فقط، دون أن تربطهم أي صفة بالهيئة الوصية. ويعتبر مسؤول نقابة الأئمة، بأن تعيين أعوان أمن مختصين داخل المساجد لا يضر برسالة بيوت الله، لأن ذلك معمول به في كثير من البلدان من بينها السعودية، معتقدا بأن التصرفات السلبية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، ستصبح أكثر حدة بعد 5 سنوات، مما يستدعي ضرورة تدارك الأمر قبل أن ينزلق الوضع من خلال تجنيد أعوان أمن مختصين يضمنون الانضباط والنظام، وأرجع المتحدث تفشي الظاهرة إلى قلّة الوعي والتدين وتمييع المقدسات، وكذا تتفيه الأمور، مقدرا نسبة العجز من حيث المؤطرين ب50 في المئة. وسجلت النقابة عدم التزام عدد من المساجد بتعليمة وزير الشؤون الدينية، المتضمنة عدم الإطالة في صلاة التراويح وبأن لا تتجاوز مدتها الساعة الواحدة، لأنها تمتد على مستوى كثير من المساجد إلى ساعة ونصف، ولا يرى ممثل النقابة أي ضرر في ذلك، "لأنها أمر مقدور عليه ومشقة محتملة لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة، وفيها خير كثير"، ولاحظ التنظيم عدم التزام بعض المساجد بختم حزبين كاملين وبقراءة ورش، وذلك دون تلقي العقاب من وزارة الشؤون الدينية، علما أن هذه القراءة تعتبر من بين أسس المرجعية الدينية الوطنية، التي تحرص على احترامها الوزارة. وبخصوص الحملة التضامنية على مستوى بيوت الله، فإن قيمتها المادية فاقت بكثير الدعم الذي قدمته الجماعات المحلية في إطار قفة رمضان، فقد تحصلت بعض المساجد من المحسنين على تبرعات فاقت 400 مليون سنتيم، تم توزيعها على الفقراء والمحتاجين عن طريق الأئمة وبإعداد قائمة اسمية عن كل حي، في انتظار توزيع زكاة عيد الفطر في منتصف رمضان، متوقعا قلّة عدد المصلين الذين سيعتكفون في المساجد في العشر الأواخر بسبب غياب هذه الثقافة.