تدخلت حكومة مدريد لدى بنك "سانتندر" من أجل حمله على رفض العرض الذي قدمته شركة سوناطراك، والمقدر ب 5.5 مليار يورو لشراء 30 بالمائة من أسهم هذا البنك في الشركة البترولية "سيبسا"، في محاولة للحد من توسيع شركة المحروقات الجزائرية لنشاطها على التراب الإسباني. وقد نقلت اليومية الاقتصادية الاسبانية المتخصصة "سينكو دياس" عن مسؤولين حكوميين أن مدريد اقترحت على بنك "سانتندر" عدم التسرع في إبرام الصفقة، وانتظار المزيد من العروض، في محاولة مكشوفة لقطع الطريق على الشركة الجزائرية في الفوز بالصفقة. الحكومة الاسبانية حاولت تبرير هذا التدخل بحرصها على تجنيب هذه الصفقة الموصوفة ب"السياسية"، والتي تخفي رغبة الشركة الجزائرية في توسيع نشاطها على التراب الاسباني، بحسب اليومية، خاصة وأن شركة "سيبسا" تملك أسهما في مؤسسة انبوب ميدغاز، ما يعني ان هذه الأسهم ستضاف إلى 36 بالمائة من أسهم الشركة الجزائرية في مؤسسة ميدغاز، ما يمكنها من السيطرة الكاملة على سلطة القرار في هذا المشروع، الذي لا زال مصدر توتر بين الجزائرومدريد. يومية ال"سينكودياس" أشارت إلى أن الحكومة الاسبانية تكون قد تشجعت بالتعليمة الأخيرة التي أصدرتها المفوضية الأوربية قبل أيام، والتي حرمت من خلالها كل من شركة سوناطراك الجزائرية وغاز بروم الروسية من تسويق منتوجاتهم النفطية على التراب الأوربي، من قبل فروعهما. وتشير مصادر مطلعة إلى أن ضغوط الحكومة الاسبانية على بنك سانتندر، تجلت من خلال تردد مسؤولي هذا البنك في تقديم عرضه المتعلق بخوصصة القرض الشعبي الجزائري، وهو الموقف الذي يعيبه الاسبانيون على الجزائر، عندما يقولون بأن الحكومة الجزائرية تستغل شركة سوناطراك لأغراض سياسية، كما جاء على لسان الرئيس المدير العام للشركة النفطية الاسبانية "ريبسول"، بينما كان بصدد التعليق على مطالبة سوناطراك المؤسسة التي يشرف عليها وكذا مؤسسة غاز ناتورال، اللذان انسحبا من مشروع الحقل الغازي "قاسي الطويل"، بعدما التزما يالتكفل بإنجاز المشروع، ما دفع بالطرف الجزائري إلى نقل المعركة إلى أروقة هيئات التحكيم الدولية التابعة للأمم المتحدة بجنيف. الرد الجزائري على هذه الاتهامات جاء سريعا، "ريبسول تحاول تسييس قضية قاسي الطويل، التي تبقى خاضعة للقانون التجاري الدولي، وسوناطراك تضررت من التأخر المسجل في انجاز المشروع، والذي يعد بالسنوات وليس بالأشهر"، كما جاء على لسان مسؤول في الشركة، أدلى به لموقع "توت سير لالجيري" أمس الجمعة، مؤكدا بأن الخلاف بين الشركتين لا يتعدى مشروع قاسي الطويل للغاز. محمد مسلم