كشفت إحصائيات غير رسمية أن الأشرطة والأقراص المضغوطة التي تحمل أناشيد ودروس دينية قد حققت أرقاما قياسية تفوق عشر مرات ما حققته مبيعات أشرطة وأقراص مضغوطة لأغاني الراي وأن عددا كبيرا من الموزعين للأغاني يفكرون جديا في الاتجاه إلى الخوض في توزيع المواد الدينية جريا وراء الأرباح الكبيرة التي يحققها هذا النوع * سوق الأشرطة والأقراص المضغوطة في الجزائر ما تزال بعيدة عن الدراسة لتحديد توجهاتها خاصة في ناحية الاستهلاك. وفي هذا الإطار، كشفت إحصائيات غير رسمية قامت بمسح ستة شهور من سنة ألفين وثمانية شملت أكثر من ستين في المائة محلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة، بأن الطلب على الأشرطة والأقراص التي تحمل مضمونا دينيا تسجل ارتفاعا مذهلا، خاصة من فئة الشباب التي تقبل على طلب استهلاك هذه المواد. * وكشفت هذه الإحصائيات أن الأناشيد والدروس الدينية لبعض الأسماء من شيوخ ومنشدين مطلوبة على وجه التحديد، وأن مواضيع الدروس الدينية مثل الترهيب من عذاب الآخرة والتعريف بعذاب القبر ودروس فقه العبادات هي الأكثر استهلاكا، كما سجلت هذه الإحصائيات أن فئة الفتيات تسجل أكبر فئة تطلب هذه المواد. وفي هذا السياق، أكدت الإحصائيات أن تراجعا كبيرا حصل في أرقام أعمال بعض شركات الإنتاج الفني المتخصصة في الأغاني، وأن عددا كبيرا من الموزعين لها تراجعوا عن توزيع أغاني بعض الفنانين لعدم وجود طلب عليها في السوق، وأنهم بدؤوا يفكرون في الاتجاه نحو توزيع المنتوج الديني نظرا لما حققه من أرقام كبيرة في التوزيع والأرباح، وبالذات بعد الأرقام القياسية المسجلة والتي تؤكد أن الأشرطة والأقراص الدينية تفوق مبيعاتها في السوق الوطنية عشر مرات ما حققته مبيعات أشرطة وأقراص مضغوطة لأغاني الراي . * من جهة أخرى، كشفت الإحصائيات أن أصحاب محلات الخدمات الهاتفية يسجلون طلبا متزايدا على النغمات والرنّات الهاتفية ذات الطابع الديني من أناشيد وموشحات وقصائد دينية، وأن الطلب على رنات الأغاني تسجل تراجعا كبيرا، كما اعتبرت الإحصائيات أن هذه الأرقام سجلت في المدن والمناطق الحضرية وليس فقط في المناطق الريفية، مما يعني أن الأمر ليس له علاقة بالمستوى الثقافي والاجتماعي لهذه المناطق، وإنما يتعلق بثقافة وذهنية معينة.