أعلنت السلطات اللبنانية انها قامت بدفن المحاربين الجزائريين الذين قتلوا في معارك مخيم نهر البارد شمال لبان التي دارت على مدى شهور بين الجيش اللبناني و تنظيم فتح الإسلام كانت في براد المستشفى الحكومي في طرابلس مند انتهاء المعارك الشهر الماضي. وقد تمت تشييع جثث الجزائريين أول أمس الخميس من قبل قوى الأمن الداخلي اللبناني ضمن مجموعة من 98 جثة لمقاتلي فتح الإسلام بقطعة أرض قريبة من مقبرة الغرباء بمدينة طرابلس الشمالية. و أفادت مصادر إعلامية محلية أن الدفن جرى وسط إجراءات أمنية مشددة، وأشرف عليها قائد سرية طرابلس لقوى الأمن الداخلي العقيد بسام الأيوبي، فيما أدى صلاة الجنازة على الجثامين داخل المقبرة الشيخ إبراهيم الترك . وأوضحت ذات المصادر أنه تقرر دفن جثث المقاتلين جماعيا خارج المقبرة مؤقتا على أمل أن يطالب بها ذويهم ، وقد وضعت كل جثة داخل كيس أسود و أعطيت كل واحدة رمزاً بالأحرف والأرقام ونظم لها ملف يحتوى على نتائج الفحوص والاختبارات التي أجريت عليها، ومنها فحص الحمض الريبي النووي أي البصمات الوراثية لإثبات هويته في حالة المطالبة بالجثث من قبل الأقارب . و لم تحدد السلطات الأمنية اللبنانية عدد الجزائريين الذين تم دفنهم في هذه المقبرة أو هويات العناصر الأخرى لاسيما عن طريق شهادة المقاتلين الذين تم اعتقالهم كما لم تحدد أن كانت قوى الأمن الداخلي اللبناني قد أخطرت السلطات الجزائرية وعلى رأسهم سفارة الجزائر ببيروت عن وجود جزائريين بين قتلى معارك نهر البارد التي راح ضحيتها 220 مسلحا و 168 جنديا لبنانيا و 47 مدنيا. وتعد المرة الأولى التي يتم فيها دفن أكبر عدد من جثث مقاتلي "فتح الاسلام" في مقبرة واحدة، من أصل ما يزيد عن 250 مسلح قتلوا و دفن بعضهم سرا حسب الروايات الرسمية. وفضلا عن الجزائريين ضمت قائمة من دفنوا في هذه المقبرة مسلحين من اليمن و تونس و سوريا و السعودية و الأردن في حين سلمت جثث معظم اللبنانيين و بعض الفلسطينيين منهم إلى ذويهم، كما سلّمت جثث من جنسيات عربية، وخصوصا سعودية، عن طريق سفارتها ببيروت . وتأتي عملية دفن جثث الجزائريين بعد إعلان القضاء اللبناني الشهر الماضي بأنه يلاحق أربعة جزائريين من أصل 59 مسلحا شاركوا في صفوف فتح الإسلام خلال معارك نهر البارد. وكشفت قائمة قاضي التحقيق عن ثلاثة أسماء فقط في حين تجهل هوية الرابع و هم فيصل إسماعيل العقلة ابن والدته زينب من مواليد 1989 بالجزائر وجزائري الجنسية أعزب ملقب ب "أبي شعيب الجزائري"، ويحمل جنسية سورية مزورة باسم حسن محمد كيلاني، وبطاقة هوية فلسطينية مزورة باسم "بسام يعقوب" ، و كذا نصر الدين بن عبده بلقايم ابن رقيه جزائري الجنسية من مواليد 1986 بالجزائر هو الآخر أعزب، مهنته معاون سائق حافلة م لقب "أبو ياسر الجزائري" ويحمل هوية سورية مزورة باسم محمد علي عبود. أما الثالث كما جاء في القائمة التي نشرتها الصحف اللبنانية فهو عز الدين بن عبد القادر بو موسى ابن فتحية من مواليد الجزائر سنة 1975 جزائري الجنسية وأعزب هو الآخر مهنته دهان ويحمل وثائق سورية مزورة باسم "سامي أحمد بيضون" ملقب "أبو معتز الجزائري". كمال منصاري