فشلت وزارة التجارة في فرض القانون المعدل والمحدد لشروط ممارسة الأنشطة التجارية الذي يلزم التجار بضمان تموين المواطنين بالمواد واسعة الاستهلاك في الأعياد الرسمية، والذي صادق عليه البرلمان، مؤخرا. فقد بقيت أغلب المخابز وبعض محلات بيع المواد الغذائية موصدة، في صبيحة أول يوم من عيد الفطر المبارك، مما أجبر المواطنين في أغلب الأحيان على التنقل بين الأحياء والبلديات بحثا عن الخبز خاصة، أو المواد الغذائية، وقد سجلت الظاهرة بشكل بارز في العاصمة، والتي يتواجد بها عمال مخابز ومحلات تجارية من الولايات الداخلية. وحرص أصحاب محلات بيع الألعاب وكذا التبغ وبعض محلات "الفليكسي" على الفتح، خلال الصبيحة، وكذا بعض الجزارين لبيع اللحوم، لما تقتضيه المناسبة، ونظرا لفرح الأطفال باللعب فقد انتشرت محلات بيع الألعاب، إلى جانب محلات بيع الشواء على الهواء الطلق، واستغل أصحاب استديوهات التصوير المناسبة السعيدة لاستقبال الزبائن الراغبين في أخذ صور تذكارية، فيما كانت ظاهرة الغلق لمحلات التموين بمواد أساسية بارزة بشكل واضح في العاصمة. وقد فند رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين، يوسف قلفاط، عشية عيد الفطر، بأنه لن تكون هناك ندرة في مادة الخبز، خلال أيام العيد، بفضل نظام المداومة الذي ضبط، حسبه، عبر كافة التراب الوطني، وأكد أن حوالي 50 بالمائة من المخابز عبر الوطن ستعمل خلال هذه المناسبة، وذلك بضمان 10 آلاف مخبزة المداومة من أصل 21 ألف مخبزة، مما ينتج عنه 60 مليون خبزة، أيام العيد، غير أن الندرة بقيت بارزة بشكل واضح للعيان، مما يفيد أن تطمينات المتحدث لم تكن في المستوى المطلوب، حيث قال أن نحو 23 مليون خبزة ستوفر في اليوم الأول وأكثر من 16 مليون خبزة ستوفر في اليوم الثاني، وتحجج قلفاط بارتفاع درجات الحرارة في الأيام الأخيرة من رمضان، مما دفع بكثير من العمال أخذ عطلهم لصعوبة تأدية مهامهم داخل الأفران. وفي أحسن الأحوال فتحت بعض المخابز لبيع الحلويات دون الخبز، قصد بيع سلعتهم للمواطنين الذين يفضلون اقتناء هذه المادة بمناسبة عيد الفطر، دون صنعها في منازلهم، كما اشتكى مواطنون بالعاصمة حتى من ظاهرة عدم فتح محلات "الفليسكي" ما جعلهم في رحلة البحث عن أصدقاء لهم عبر ولايات مجاورة للقيام بتزويد أرصدتهم عن بعد.
ولم تنحصر ظاهرة الندرة لمادة الخبز على يومي العيد فقط، بل تعدت إلى عشية العيد، حيث سجلت الندرة بسبب قيام غالبية المواطنين باقتناء كميات معتبرة من الخبز تحسبا ليومي العيد.