أقدم لص على رمي نفسه من الدور الرابع ومن علو 15 متراً فوق أرض إسمنتية هرباً من الوقوع في قبضة صاحب البيت الذي كان يحاول سرقته. ووفقاً لما رواه صاحب البيت المنهوب بأحد أحياء مدينة "اسطنبول" فإن بيته قد تعرّض للسرقة قبل العيد بثلاثة أيام على يد لصين تسلّلا إلى البيت بحرفية تامة وقاما بسرقة أحد الحواسيب وبعض المجوهرات ثم غادرا البيت وكأن شيئاً لم يكن. إلا أن صاحب البيت بادر بإبلاغ الشرطة عقب اكتشافه حادثة السرقة واصطحب معه شريطاً سجلته إحدى الكاميرات الأمنية الموضوعة في مدخل البناء وفي داخل بيته أيضاً، حيث أظهرتا عملية السرقة بكل تفاصيلها، كما تظهر اللصين اللذين سرقا البيت بكل وضوح. لكن من الصعب على المرء التخلي عن عادة متوطنة فيه، فقد استحلى ذلك اللصان المنزل نفسه وعادا إليه ثانية صباح يوم العيد لينهبا ما تبقى منه وليحملا ما يستطيعان حمله، لكن هذه المرة كان صاحب البيت لهم بالمرصاد، فقد أحس بحركة داخل البيت ليجد نفس اللصين يعبثان بصالة الجلوس ويحاولان سرقة المخبآت فيه، وبمجرد أن لاحظ اللصان صاحب البيت تمكن أحدهما من الفرار بين يديه، في حين لم يجد الآخر بدّاً من القفز من علو 15 متراً لينجو بنفسه، فقام بالفعل برمي نفسه من الدور الرابع نحو الأرض الإسمنتية ولاذ بالفرار. وقد أظهرت اللقطات المصورة والمسجلة في الكاميرات الأمنية أن اللص قد نهض بعد أن قفز على الأرض وهو يعرج، مما يعني أنه قد أصيب ببعض الكسور في الحوض. وعقب ذلك تمكنت الأجهزة الأمنية من الإمساك باللصين وقامت باستجوابهما وعرضهما على المحكمة، فأمر القاضي المناوب بإخلاء سبيلهما رغم اعترافهما باقتراف الذنب وممارسة السرقة، وأكد المواطن المعرض للسرقة أنه سيعترض على الإفراج عن السارقين في محكمة عليا.