لليوم الثاني على التوالي لا تزال المدينة الأثرية جميلة تستقطب أبرز نجوم الفن العربي في مهرجانها التاسع، وكانت الفنانة السورية رويدا العطية نجمة السهرة رفقة عبد الرحمان جلطي، في ليلة امتزج فيها فن الأغنية الشرقية الرومانسي بالرايوي الجزائري. وعلى خلاف سهرة الافتتاح، التي ميزها حضور نوعي للجمهور، حيث شهدت ليلة أول أمس الجمعة إقبالا محتشما من قبل الجمهور الذين استمتعوا بسهرة فنية أبهرت فيها القادمة من أرض الشام، الفنانة السورية رويدا عطية الحضور بباقة فنية متنوعة من أغانيها التي تجاوب معها الحضور من البداية، كانت بأحلى أغانيها "على الماني"، و"أي دمعة حزن"، "بلا حب". الفنانة رويدا لم تخف إعجابها بأميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، فراحت تبعث بتحياتها إليها من فوق الخشبة، مخاطبة الجمهور الحاضر: أنا أحب وردة العرب، فغنت لها أغنية "بتونس بيك". هذا، وقد كانت نورة منت سيمالي من موريتانيا أول من اعتلى ركح جميلة في السهرة الثانية، خاصة وأنها لأول مرة في هذا المهرجان وأغانيها المتميزة المستوحاة من الفن الموريتاني الأصيل الذي تعرف عليه الجمهور السطايفي وتجاوب معه، خاصة وأن الفنانة استطاعت التأثير وكسب قلوب الحضور بهتافاتها المتواصلة "وان تو ثري"، مما جعل الجمهور يرددها معا رغم صعوبة اللهجة، حيث قدمت نورة منت سيمالي في هذا الحفل مزيجا موسيقيا فريدا جمع بين التقليدي الموريتاني والإفريقي والهيب هوب والبلوز. ولعل أهم ما جعل الجمهور ينتفض هو الأغنية التي غنتها لبلدها بعنوان "أرضنا أمنا". والجديد الذي ميز السهرة الثانية لمهرجان جميلة العربي هو المرور المميز لفرقة الڤوسطو، التي أمتعت الجمهور بمقاطع فكاهية بين الوصلات الغنائية أداها أبطالها، وتمحورت حول موضوع الأعراس في الجزائر والمواهب، مما جعل الجمهور يتفاعل معها، خاصة وأن الفرقة قد حققت نجاحا كبيرا خلا شهر رمضان المنصرم، ليأتي الدور على الفنان محمد نجيب تواتي الذي أدى العديد من الأغاني من الربرتوار الجزائري. أما عبد الرحمن جلطي الذي كان آخر العابرين على مسرح جميلة في ليلته الثانية فأبدع هو الأخر، خاصة أن له العديد من الأغاني التي ترسخت في ذاكرة الجمهور الجزائري، وحققت نجاحا منقطع النظير قبل 20 سنة. كما أدى البعض من أغانيه الجديدة. والأهم هو تفاعل الجمهور مع عبد الرحمن جلطي الذي طالبه بالمزيد رغم أن الوقت كان متأخرا.