صحافيون و مخرجون ينتظرون تسوية أوضاعهم منذ ثلاث سنوات يبدو أن إذاعة " البهجة " المحلية، الأكثر شعبية في الوسط العاصمي و التي تصل أمواجها أنحاء التراب الوطني، لم تحظى برضا إدارة شارع الشهداء التي فضلت أن تبقي على أوضاع الصحافيين و المخرجين معلقة رغم أنها قامت بحملة واسعة لتسوية أوضاع جميع الموظفين في الإذاعات الوطنية و المحلية كاملة . أكدت بعض الأطراف أن مدير الإذاعة الوطنية يتعمد تعليق ملف " البهجة" ، رغم تواصل طلبات الموظفين بها من صحافيين و مخرجين في القسم الإخباري لمقابلته و مناشدته لتسوية وضعيتهم المهنية و توظيفهم رسميا في الإذاعة المحلية ، بعد ثلاث سنوات من الخدمة فيها كمتعاونين يتقاضون أجورا بالقطعة،على غرار استفادة زملائهم في القنوات و المحطات الإذاعية الأخرى من إجراءات الترسيم بعد مبادرة وزير الإعلام الهاشمي جيار بأمر ميهوبي لتسوية أوضاع جميع أبناء الإذاعة خلال مناشدتهم له لدى حفل انطلاق الإذاعة الدولية من اجل النظر في قضيتهم . لكن الظاهر أن مدير الإذاعة الوطنية يتجاهل كلية موضوع أهم إذاعة محلية على المستوى الوطني ، و التي حسب آخر الإحصاءات تحظى بنسبة 64 بالمائة من المستمعين ، و تحتل 54 بالمائة من عائدات الإشهار بين كل القنوات و المحطات ، و السبب ترجعه ذات المصادر إلى أن ميهوبي يتعارض مع توجه " البهجة" و لم يخف اختلافه مع وجهة نظر العاملين و المشرفين عليه حيث أكد أكثر من مرة اجتمع فيها معهم برغبته في إغلاق المحطة " لو كان الأمر بيده" لأنها تستعمل اللهجة الشعبية بل و لم يخف مدير الإذاعة الوطنية استغرابه في شأن الصحافيين الذين يقبلون بالعمل و الإلقاء باللهجة العاصمية معتبرا حصصهم دون المستوى و تتنافى مع أدنى شروط الاحترافية ، " منذ انضمامنا إلى محطة البهجة ، نواظب كغيرنا من الصحافيين و نمارس المهنة الإعلامية كما يمارسها أي حرفي في المجال، بحيث نحضر اجتماعات العمل إجباريا منذ الساعة الثامنة و نحضر يوميا النشرة الإخبارية في إطار مهني ..." يشرح احد الصحفيين في القسم الإخباري ب"البهجة". ميهوبي حسب ذات المصدر ، حاول مرارا فرض استعمال اللغة العربية على الإذاعة المحلية و هو الأمر الذي رفضه" البهجاويون" و الظاهر انه سبب سوء التفاهم الحاصل. و من جهته أوضح عز الدين ميهوبي ل" الشروق" أن ملف تسوية أوضاع العمال في قيد الانجاز و تتم الإجراءات وفق الشروط التي تتطلبها إجراءات التوظيف في الراغبين بالبقاء كموظفين دائمين بالإذاعة حيث أشار إلى أن بعضهم لا علاقة لهم بمهنة الإعلام و بالتالي يستدعي وضعهم إبقاءهم كمتعاونين و بخصوص اللغة أكد ميهوبي انه استثنى النشرة الإخبارية فقط لضرورة استعمال للغة العربية الفصحى " في التعبير عن الأحداث الوطنية الرسمية..استجابة للمستوى الثقافي للمواطن " فيما لا تعني القضية الحصص الموجهة للعائلات . و بالتالي يتضح وفق المعطيات المقدمة أن سبب المواجهة بين الإدارة العامة و إذاعة العاصمة الشعبية هي خلاف في استعمال اللغة و إلا كيف يفسر عدم تسوية أوضاع صحفيي البهجة كبقية زملائهم الذين يوظفون دون أي مشكلة خصوصا ضمن الإذاعة الدولية التي يشكل معظم طاقمها موظفون " فتيين" في العائلة الإعلامية العريقة. و لا نذهب بعيدا، فقد احتفلت البهجة على نشأتها. و السؤال الأهم ، هل سيقبل المستمعون البهجاويون بل و عبر كامل التراب الوطني بتغيير "شعبية " البهجة التي تعتبر من الإذاعات النادرة التي تستجيب لتطلعات مستمعيها في ظل إغلاق الإعلام الثقيل على القطاع الخاص. فاطمة بارودي