عجبت وأنا أقر مقالا للسيد شمس الدين بوروبي تحت عنوان "عزوبة + عنوسة x فياڤرا = ؟" واقشعر جلدي وفزعت فزعا عظيما وأنا أرى الرجل يوحي للقارىء الجزائري أن بناتنا وشبابنا غدوا زناة وفساقا في نظره، حيث وأنت تراجع الأرقام المفزعة التي قدمها "من مركز الدراسات الاستراتيجية والإحصائية للبروفيسور شمس الدين؟؟؟" تجد أن في كل 100 عائلة جزائرية توجد أم عازبة (لديها ولد من حرام)، وأنه في كل سنة يولد 7 أطفال من حرام لكل 10.000 عائلة جزائرية، يا الله، يا الله... ثم الأعجب والأغراب من المعطيات التي قدمها الرجل أن الجزائريين في مجملهم شعب أعزب يستهلك 800 ألف علبة فياڤرا في العام، ناهيك عن المنشطات الحيوانية الأخرى، وفي نظر الرجل صار الجزائريون لا يفكرون في بطونهم، وإنما أصبحت الموضة أن يعوّضوا البروتينات الغذائية بالفياڤرا الحيوانية، يا الله، يا الله... لقد أصبحنا في نظر شمس الدين شعبا زانيا، بكل فئاتنا الذكورية والأنثوية، وفوق كل هذا وذاك يحكم الرجل على عوانسنا بالعزوبة الأبدية، فسوق النساء (وأستغفر الله لهذا الوصف القذر) حسبه به فائض مهول يقضي على أمل كل بنت جزائرية عانس، يا الله، يا الله... لماذا هذا الكلام الجارح إنسانيا ودينيا يا شمس الدين، ألم تجد غير عفة الجزائري والجزائرية لتستخدمها كسلاح انتقامي في وجوه الذين حرموا جمعيتك من النشاط، ألم تجد غير اتهامنا جميعا بأننا شعب نسي بطنه واشتغل بشهواته الحيوانية لتنتقم من هؤلاء في عمود جريدة رائدة كان المفروض أن تعظ من خلاله الشباب والشابات بحديث الحبيب المصطفى القائل: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" ألم تقرأ قول رب العزة جل وعلا وهو يغلظ العذاب لمن قذف المحصنات قائلا: "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم" (النور، 23)، ألم تقرأ قوله سبحانه تعالى في سورة النور: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم" (النور، 5). يا شمس الدين لقد قذفت كل عائلة جزائرية وطعنت في شرف شبابها وبناتها، لماذا فعلت هذا وأنت الرجل الذي يعظ الناس، وتصدّرت للفتوى؟؟؟، ألا تخشى الله، ألا تخشى أن تقف بين يديه ويوقف كل جزائرية عانس حكمت عليها بالعنوسة مدى حياتها، بل واتهمتهن (بشكل غير مباشر) أن الفياڤرا المستوردة أعدت لهن ولمثيلاتهن، أهذا هو الدين الذي تعلمته وتعلمه للناس يا شمس الدين، أعلمك الدين أن تستخدم هذه المعطيات لتنتقم لنفسك على صفحات الجرائد التي استضافتك لتنورها بقناديلك، يا للعار.. يا للعار.. أترضى يا شمس الدين أن تُتهم أختك بشكل غير مباشر (بالإيحاء فقط) مثلما فعلت، أستغفر الله، أستغفر الله... لو كنا في بلد تستطيع المرأة أن ترفع دعوى قضائية ضد أي شخص يخدش شرفها من قريب أو من بعيد دون أي حرج، لناشدت كل عانس جزائرية أن ترفع دعوى قضائية ضدك يا شمس الدين، عندها ستعلم أن الكلام الذي قلته خطير وخطير جدا، يطعن في شرف كل عائلة جزائرية، لكننا والحال كما تعلم لا نستطيع أن نفعل هذا، إلا أنني أطلب من كل واحدة منهن ومن كل شاب جزائري أحس نفسه متهما بالزنا في مقالك المشؤوم، أن يرفعوا أيديهم بدعوات ربانية يطلبون لك ولأمثالك الهداية، وأن يوكلوا أمركم للحكم العدل، وهو أحكم الحاكمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا شمس الدين (بسم كل عائلة جزائرية). كتبها الفقير إلى رحمة ربه المبتلى أبو صبرينال فارس مسدور أستاذ بجامعة سعد دحلب البليدة توضيح بقلم الشيخ: شمس الدين إلى الأستاذ: مسدور فارس لقد قولتني ما لم أقل، وفهمت من كلامي ما لم أقصد، ومقالي يتحدث عن خطورة العزوبة والعنوسة على مجتمعنا وكيف عمد البعض إلى حلول خاطئة، فعوض مساعدة الشباب على الزواج وتسهيل أموره يستوردون الفياڤرا، فانتشر الزنا، والأرقام الذي ذكرتها موجودة ومنشورة ومقروءة في الصحافة، أما زعمك أني أقذف المحصنات وأتهم الشعب الجزائري بالزنا فهو ما تريد أن تفهمه أنت لا ما أردت أن أقوله أنا، وهو تشنيع في غير محله، لأنه كان عليك وأنت الأستاذ الجامعي أن تضم صوتك لصوت الملايين من العزاب والعوانس الذين لا يريدون إلا العفاف والكفاف لا أن تقمع صوتا يدعو منذ سنين لحل الآفة، كان عليك أن تنكر على الشركات الأجنبية توزيع حبوب الفياڤرا واستثمار 350 مليار في شرائها وترويجها في وقت لا يجد الناس الخبز. لقد حاولت أن تهول الأمر وتتهمني بما لم أفعله وتقولني ما لم أقله، وبما أنك رجل وغيور على بنات الجزائر وتزعم أن النضال لمحاربة العنوسة مس بشرف الجزائريات لماذا تطلب من النساء رفع دعوى قضائية ضدي لماذا لا تعرفها أنت وأنت الغيور على بنات الجزائر، والالتجاء للعدالة عمل حضاري وإنساني يباركة الله تعالى، وأنا أنصح كل من يقرأ مقالك أن يقرأ كتابي »تأنيس العوانس« حتى يتبين للناس من الذي طعن في شرف الجزائريات ومن شجع الزنا والفاحشة ومن غلق أبواب الزواج. شمس الدين