لم يعلن على العرض الفائز بإنجاز مسجد الجزائر الأعظم ليلة القدر مثلما كان متوقعا، حيث أخذ الوقت لاختيار التصميم الأحسن للمسجد أكثر وقتا مما كان متوقعا، وتؤكد مصادر من محيط الرئيس أن بوتفليقة يولي أهمية خاصة للمشروع ما جعله يوسع الاستشارة إلى خبراء في الميدان ويتحاشى التسرع. فمن خلال جمع كل ممثلي الدولة الجزائرية ممثلة في مختلف السلطات للاطلاع على التصاميم ومعاينة العروض بقصر الشعب في بحر الأسبوع الفارط، يتبين أن الرئيس يعتبر المسجد "مشروعه" بالنظر إلى الإمكانيات التي ستسخر لإنجازه. وبحسب ما اجتمع لدينا من معلومات فإن رئيس الجمهورية برفقة الخبراء، أبدى ملاحظاته على التصاميم المعروضة، حيث يفترض أنها تأخذ بعين الاعتبار البعد المغاربي للمسجد بطابع جزائري محض، والأمر في الوقت الحالي بين يدي لجنة تقييم العروض التي ستتخذ قراراها بخصوص العرض الأحسن خلال أيام. لكن بالموازاة يبدو أن رئيس الجمهورية يبدي حذرا زائدا بخصوص هذا المشروع، لذلك لم يتسرع في اتخاذ قرار، فحسب البعض يقدر الرئيس جيدا أن المشروع بضخامته ستجند له الأموال الضخمة التي تستدعي بالمقابل حرصا خاصا لحمايتها من النهب والاختلاس أو تحويل مسارها، مثلما حصل لمشاريع أخرى، خاصة وأن المسجد له بعد ثقافي حضاري وليس حاجة اجتماعية أو اقتصادية، ما يجعل تسييره كمشروع يكون غاية في الدقة ويستدعي الحذر الزائد. وتشير معلومات من لجنة التقييم أن العروض لا زالت تحمل رموزا بدل أسماء أصحابها، فرغم أن التنقيط حدد 5 منها متقدمة عن الباقي، إلا أن مكاتب الدراسات التي المعنية لم تعرف بعد، ما يشير على سير العملية في سرية إلى غاية بلوغها مرحلة متقدمة من التصفيات. غنية قمراوي