تولي مصالح الأمن الجزائرية عناية فائقة للمواقع الإلكترونية عبر شبكة الأنترنت المستخدمة من قبل الجماعة السلفية للدعوة والقتال الملحقة بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خصوصا عقب تبنيها لخيار العمليات الانتحارية بواسطة السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة خاصة بعد العملية الانتحارية التي كانت تستهدف موكب الرئيس بوتفليقة بباتنة وعملية ثكنة دلس، بالنظر إلى أن الشبكة العنكبوتية أصبحت ميدان حرب، استخدمه التنظيم الإرهابي في التحريض والتجنيد عبر مواقعه في تنظيم مايسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعدما اتضح أن عديدا من الأحداث والمراهقين تعرفوا على أدبيات التنظيم من خلال شبكة الأنترنيت. وكان موقع القاعدة في المغرب الإسلامي قد تعرض للغلق أياما بعد العملية الانتحارية التي نفذها بلزرق الهواري المكنى أبو المقداد الوهراني، بتدخل من السلطات الجزائرية عقب التوصل إلى أن التنظيم كان يبث موقعه الالكتروني من مواقع شركات خاصة يديرها أجانب بإحدى دول الخليج العربي، وقد أفضت الضغوط الممارسة لدى هذه الدولة على خطر الموقع في إطار مكافحة الإرهاب الدولي، ويأتي غلق الموقع في سياق خطة أمنية لقطع تواصل التنظيم الإرهابي مع مستخدمي شبكة الانترنت خاصة مع الجيل الثالث من الإرهابيين المحتملين المتأثرين بفكر القاعدة والمهيئين لتبني خياراتها الانتحارية بضغط من الواقع الاجتماعي والثقافي المتدهور المحرض على تبني خيارات السلفية الجهادية، المنتشرة بالأساس لدى الفئات الشبانية ذات المستوى التعليمي والثقافي المحدود. وتعتقد مصالح الأمن أن دور هذه المواقع يتعدى الطابع التحريضي والتجسيدي إلى تبادل المعلومات المشفرة، وتعميم ثقافة الموت وحتى كيفية صناعة واستخدام الأحزمة الناسفة، مثلما يحرص عليه "أبو المهاجر" عبر موقع الكتروني يوضح كيفية صناعة واستخدام الأحزمة الناسفة، حيث يتولى هذا الشخص خبير الأحزمة الناسفة على مايبدو تقديم نصائح علمية للمهندسين والكهربائيين والانتحاريين التابعين للتنظيم والمجندين ومتابعي شبكة الانترنت عن كيفيات استخدام الأحزمة الناسفة، وتأتي التحذيرات الأمنية من هذه المواقع بالنظر إلى صعوبة اكتشاف حاملي الأحزمة الناسفة خاصة مع قدوم فصل الشتاء، حيث تمنع الألبسة الشتوية الثقيلة والمعاطف و"القشابيات" من اكتشاف الانتحاريين بسهولة وبالعين المجردة، ما يتطلب استحداث وسائل تكنولوجية معقدة محمولة لكشف المتفجرات عن بُعد. أ. أسامة