كشفت مصادر متطابقة مرتبطة بمكافحة الإرهاب، عن معلومات وجهت لمختلف مصالح الأمن العاملة على مستوى التراب الجزائري، تتوقع فيها إمكانية لجوء عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشطة تحت إمارة عبد المالك دروكدال المكنى أبو مصعب عبد الودود، الملتحقة بالأممية الإرهابية لتنظيم القاعدة تحت مسمى "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" إلى تقنيات جديدة خلال تنفيذ هجمات إرهابية، اعتمادا على "عمليات انتحارية بواسطة الأحزمة الناسفة كخطوة جديدة تلي مسلسل "السيارات المفخخة". التي شرع فيها التنظيم الإرهابي المسلح منذ تفجيرات سيدي موسى وبومرداس، ثم تقنيات التفجير بواسطة "الهواتف النقالة" وكانت هذه التحذيرات من "هجمات إرهابية بواسطة الأحزمة الناسفة" قد تعززت لدى فرق مكافحة الإرهاب، عقب تمكنها من توقيف عدّة إرهابيين خلال عمليات تمشيط متفرقة شرق البلاد، حيث كشف إرهابي موقوف في جبل بوعريف بمنطقة الأوراس عن معلومات "ثمينة" تتعلق بمخطط مفصل لشن هجمات انتحارية بالأحزمة الناسفة، فيما رأى متتبعون للشأن الأمني، على أن هذه "الطرق المستلفة" عن تنظيم القاعدة، تكشف الطابع الدعائي الذي يبحث عنه تنظيم دروكدال دارس الميكانيك بجامعة البليدة، قبل التحاقه بالعمل الإرهابي والأنشطة التخريبية المتخصص في "الألغام التقليدية" من خلال "عمليات جماهيرية" تضمن له الانتشار الإعلامي عبر وسائل الإعلام الدولية المختلفة، استغلالا ل"ماركة" القاعدة المطلوبة دوليا، تعويضا لمرحلة "اليأس" التي بلغتها الجماعات المسلحة منذ تفعيل قانون الوئام المدني والمصالحة الوطنية واستمرار مكافحة الإرهاب وتكسير عظام وتقليم أظافر بقايا الجماعات الإرهابية المتبقية من خلال مئات العناصر المتفرقة عبر عدّة مناطق، والمتمركزة في المنطقة الثانية "بومرداس تيزي وزو والبويرة". حيث سعى أبو مصعب عبد الودود إلى إعادة هيكلتها بالوسط، رغبة في "التأثير الدعائي من خلال عمليات قرب الجزائر العاصمة السياسية للبلاد"، في حين أكد متتبعون للشأن الأمني أن اختيار التقنيات القاعدية الجديدة يؤشر على تناقص عدد المسلحين إلى مئات بعد ما كان قد بلغ 21000 عنصر بحر التسعينيات، كما أن محاولات إعادة هيكلة دروكدال للتنظيم بالتنسيق مع ممون الجماعة مختار الأعور، أمير المنطقة التاسعة المتاخمة للنيجر ومالي ودول الساحل، من خلال توظيف التائبين والمستفيدين من المصالحة وشبان جدد غير معروفين لدى مصالح الأمن أثبت محدوديته في إطار تطورات وطنية سياسية واقتصادية واجتماعية عامة. حيث لم يعد الإرهاب في قلب الأحداث الإستراتيجية، بل أصبح على هامش الأحداث والمجتمع شأنه شأن الجريمة واللصوصية بمعنى أن بحث الجماعات المسلحة على فرقعات إعلامية، تعقب هجمات جماهيرية يؤكد يأس فلول الإرهاب من جهة، وفقدانها لمعطى التهديد الإستراتيجي الذي كان يتغذى في وقت سابق من انقسام اجتماعي وسياسي ومؤسساتي بين الحلول السياسية والكل الأمني، قبل أن تفلح المصالحة الوطنية في توحيد الخيارين في سياسة مجمع عليها، بالموازاة مع استمرار مكافحة الجماعات الإرهابية الرافضة للمصالحة تحت شعار "لا مصالحة مع أعداء المصالحة" بعد تبني الأخيرة لمخططات مناهضة للوطنية الجزائرية وانخراطها في "دواليب دولية" ضد استقرار الجزائر الممهد للنمو الاقتصادي وتوافد الاستثمار الأجنبي. أ. أسامة