أعلن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، رسميا، عن مشروع طرح أسهمه في البورصة، في إطار عملية تعد الأكثر ترقبا في الاسواق المالية بعد تلك التي قام بها "فيسبوك". وجاء في تغريدة نشرها الموقع على حسابه الرسمي، الذي يتتبعه أكثر من مئتي مليون مستخدم "قدمنا نموذج أس 1 إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات" في الولاياتالمتحدة. وبعد طرح "فيسبوك" أسهمه في البورصة، بات الاكتتاب العام لموقع "تويتر" الذي أنشئ منذ سبعة أعوام الأكثر ترقبا في منطقة سيليكون فالي. وقدر الخبراء قيمة "تويتر" في الأسواق المالية بين 10 مليارات و15 مليار دولار. وقد تحضر موقع التواصل الاجتماعي خلال الاشهر الاخيرة لطرح أسهمه في البورصة وعزز قدراته على جني أرباح مالية من خدماته. وكان قد كشف منذ فترة وجيزة عن شراء مجموعة "موباب" الناشئة المتخصصة في الإعلانات على الأجهزة المحمولة، في حين بات قطاع الاعلانات يعد عصب حرب الانترنت. ولم يكشف عن قيمة تلك الصفقة، لكن موقع "تك كرانش" الذي أفصح عنها أفاد بأنها تخطت 350 مليون دولار. وتوقعت مجموعة الأبحاث "إي ماركتر" أن يجني الموقع عائدات من الإعلانات تصل هذه السنة إلى 582,8 مليون دولار، في مقابل مليار دولار للعام المقبل. ويكمن التحدي بالنسبة إلى "تويتر" في إنجاح اكتتابه في البورصة حيث أخفق موقع "فيسبوك" بعد ثماني سنوات على إطلاقه بسبب مشاكل تكنولوجية أدت إلى نزاعات عدة. وقد انخفضت قيمة أسهم "فيسبوك" في اليوم التالي لاكتتابها في البورصة واستغرق الأمر سنة كاملة قبل ارتفاعها. وكان "فيسبوك" قد حشد 16 مليار دولار خلال تلك العملية التي قدرت إثرها قيمة الشركة الإجمالية ب 104 مليارات دولار. وبات في وسع "تويتر" أن يحضر عملية طرح اسهمه في البورصة بعيدا عن الاضواء بفضل قانون أميركي جديد يسمح بالقيام ب "اكتتابات سرية"، أي أن هذا القانون يجيز للشركات التي تحقق رقم أعمال سنويا أقل من مليار دولار ألا تنشر المعلومات المالية الخاصة بها حتى 21 يوما قبل بداية الجولة الترويجية التي تقوم الشركة خلالها بترويج أصولها في أوساط المستثمرين المؤسساتيين. وبات "تويتر" الذي يضم أكثر من مئتي مليون مستخدم وسيلة تواصل أساسية . فرجال السياسة يتوجهون عبره مباشرة إلى منتخبيهم، أولهم الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يعد حسابه الذي يضم 36,5 مليون مستخدم من الأكثر تتبعا في العالم، بعد المغني جاستن بيبر والمغنيتين كاتي بيري وليدي غاغا. وكان "تويتر" خلال السنوات الأخيرة من الأدوات التي ساعدت التحركات الاجتماعية على توسيع نطاق فعالياتها، من قبيل حركة "احتلوا وول ستريت" المناهضة للرأسمالية في الولاياتالمتحدة وموجة الربيع العربي في تونس ومصر والتظاهرات في ميدان تقسيم في تركيا. ويستخدم "تويتر" أيضا لتوجيه رسائل في حالات الطوارئ، كما كان الحال خلال إعصار "ساندي" الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة في الخريف الماضي.