انتقد الرئيس العراقي جلال طالباني تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة حول تأييد التدخل العسكري التركي المحدود في شمالي العراق، لوقف نشاطات مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المحظور. وقال طالباني إن العراق ليست له القدرة العسكرية لإخراج هؤلاء المقاتلين من أراضي إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي واسع. واعتبر طالباني، تصريحات الأسد بأنها "تجاوز خطير لكل الخطوط، وكان الأجدر بالرئيس السوري أن يقول ما قاله الأميركيون والأوروبيون من أنه يفضل الحل السياسي رغم تفهمه لموقف تركيا". وكان الرئيس السوري قد اعتبر قبل أيام قليلة أن تدخلا تركيا محدودا لردع مقاتلي حزب العمل الكردستاني التركي يعتبر أمرا مشروعا ومبررا، إلا أن الأسد تراجع عن تلك التصريحات في وقت لاحق، داعيا إلى منح الحكومة العراقية مزيدا من الوقت لحل مشكلة وجود مقاتلي العمال الكردستاني. واشتكى الرئيس العراقي من نقص العدة والعدد في القوات المسلحة العراقية لإخراج مقاتلي حزب العمال من المناطق التي يتمركزون فيها، وهي مناطق جبلية وعرة ونائية في شمالي العراق. ويسعى حزب العمال الكردستاني، والذي يعرف اختصارا بال بي كيه كيه، إلى الحصول على حكم ذاتي في المناطق الكردية الواسعة في جنوب شرقي تركيا، وهي الجزء الأكبر من كردستان التاريخية. إلا أن الحزب يعتبر بالنسبة لتركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول عديدة أخرى مجموعة إرهابية خارجة عن القانون. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد دعا الحكومة العراقية إلى إغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني التركي وتسليم قادة مقاتلي الحزب، وقال: "ما يرضينا هو إغلاق هذه المعسكرات تماما وللأبد وتسليم قادة الإرهابيين". وتقول أنقرة إن قرابة 3500 من مقاتلي الحزب موجودون في منطقة كردستان شمالي العراق بدون اتخاذ موقف حاسم منهم بل إنهم يلقون دعما من القادة الأكراد العراقيين وهو ما ينفيه أكراد العراق بقوة. وعلى صعيد آخر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه في ضوء القرار الذي أصدره البرلمان التركي مؤخرا والذي يجيز للقوات التركية القيام بعملية عسكرية شمالي العراق. ويقول المراقبون إن أي خطوات لكبح جماح حزب العمال الكردستاني ينبغي أن تأتي من الإدارة الكردية المحلية التي تسيطر على قوات البيشمركة وتحظى بنفوذ في أوساط مقاتلي حزب العمال أكثر من الحكومة المركزية في بغداد. الشروق اولاين . الوكالات