التسجيل في مشاريع الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره "عدل" هذه الأيام بات حديث العام والخاص، وذالك منذ الإعلان عن برنامج بناء 150 ألف وحدة سكنية، أضيفت لها الثلاثاء الماضي 80 ألف وحدة سكنية ليصل عدد السكنات المبرمجة للمكتتبين الجدد 230 ألف شقة، ويدلّ عدد المسجلين في هذا البرنامج والذي تجاوز خلال يومين نصف مليون مسجل، حاجة الجزائريين للحصول على سكن، وهذا ما جعل العائلات الجزائرية التي سجلت في برنامج "عدل" تشرع في عملية "شد الحزام" والادخار من أجل دفع مستحقات الشقة الجديدة. لم تشهد الجزائر منذ الاستقلال عملية تسجيل جماعية في السكن مثلما يحدث هذه الأيام، حيث استقبل موقع وكالة "عدل" الإلكتروني في يومين فقط نصف مليون مسجل في البرنامج الجديد لبناء 230 ألف مسكن، وهذا ما جعل عددا كبيرا من العائلات الجزائرية خاصة تلك المتكونة من متزوجين جدد أنهكهم "الإيجار" والعيش مع الأهل يحلمون بالاستقلال بشقة محترمة، تضمن لهم العيش الكريم، وإتمام نصف الدين لعدد كبير من الشبان الذين حال غياب السكن بينهم وبين الزواج. "الشروق اليومي" التقت مع بعض الشبان العزاب الذين كانوا بصدد التسجيل في برنامج عدل الجديد في مقاهي الإنترنت بالعاصمة، حيث أكد الشاب محمد خوذري، 33 سنة، من بلدية المدنية، موظف في شركة عمومية أنه مستعد لبيع سيارته القديمة والبحث عن وظيفة ليلية ثانية من أجل دفع مستحقات الشقة الجديدة متمنيا ألا يستغرق الأمر سنوات طويلة للاستفادة من هذا المشروع، بينما أكد السيد عمار كريم 37 سنة من حي البساتين ببئر خادم أن التسجيل في برنامج عدل الجديد بعث لديه حلم الزواج لأنه ضد مبدأ الإيجار، وقال إنه سيدّخر جلّ أمواله من أجل دفع تكاليف الشقة، وعلى غرار الذكور التقينا بعض الإناث اللواتي بدورهن سجلن في برنامج "عدل" حيث أكدت كريمة خليجاني، 23 سنة، من بئر خادم أنها ستعمل على الاستقلال بشقة جديدة والحصول على حقها في السكن المدعم مثل بقية كل الجزائريين، وأضافت أن بيت الأهل لن يدوم وكل فرد يجب أن يفكر في مستقبله وحياته الخاصة. كما التقينا في مقاهي الانترنت متزوجين كانوا منهمكين في التسجيل وكلهم أمل في أن تتحسن أحوالُهم ويخرجوا من نفق الإيجار الذي بات محرقة لأموالهم، حسب السيد تُهامي الخُذير، 36 سنة، من بئر مراد رايس، عامل بشركة تأمين، والذي أكد أنه متزوج وأب لثلاثة أطفال استأجر منذ 5 سنوات شقة من غرفتين بحي "لاكونكورد" ببلدية بئر مراد رايس وهو مضطر لدفع 25 مليون سنتيم سنويا لصاحب الشقة، ومع عودة مشاريع "عدل" أكد أنه سيذهب للعيش مع أهله وتخصيص أموال الإيجار في دفع مستحقات "عدل"، والى جانبه كان السيد إسماعيل بومرزاق، 40 سنة، أب لطفلين، وقد أكد أن عودة مشاريع "عدل" أعاد له الأمل في الحصول على شقة منفردة بعد عيشه مع أهله أكثر من 7 سنوات، وأضاف أنه سيعمل على ادخار كل دينار يتحصل عليه من أجل دفع مستحقات "عدل". وتجدر الإشارة إلى أن التسجيل في برنامج "عدل" يتطلب دفع مستحقات مالية على دُفعات تصل قيمتها إلى 21 مليون سنتيم للدفعة الواحدة، وهذا ما يتطلب من المستفيد من هذا المشروع ادخار ما قيمته على الأقل 50 مليون سنتيم ليتسنى له تغطية 50 بالمائة من مستحقات المشروع في مرحلته الأولى ما يتطلب من الشباب والعائلات المستفيدة من هذا المشروع الاقتصاد في الإنفاق والادخار قدر الإمكان. وما يدل على توجه الجزائريين نحو الإدخار هو التراجع غير المسبوق في أسعار السيارات الجديدة وحتى الذهب نتيجة نقص الطلب وكثرة العرض، وهذا حسب الكثير من المختصين راجع إلى اهتمام الجزائريين بالتسجيل في مشاريع "عدل"، حيث تحولت الشقة إلى أولوية قصوى لدى الكثير من المواطنين.