تناشد عائلة أصالة الساكنة بقبو في حي المدنية السلطات المحلية إنقاذها من الجحيم الذي تعيش فيه بعد أن تعرضت للطرد من منزلها منذ أكثر من ستة أشهر على إثر تعرضها لاحتيال المالك الأصلي لبيتها ببئر خادم· (لا أدري كيف حصل لي هذا)، ( بعد 12 سنة من العيش في بيت اشتريته بدم قلبي تعرضت للطرد للشارع بدون أن أعي لأني كنت مغفلة والقانون لا يحمي المغفلين أمثالي)·· عبارات دامية رددتها على مسامعنا ربة هذه العائلة والتي كما تقول ورثت مبلغا معتبرا من المال من أبيها المتوفى، ولأنها تعيش أزمة سكن قررت فورا اختيار وكالة عقارية من أجل البحث عن سكن لائق وفق المبلغ المالي الذي بحوزتها، ولم تنتظر طويلا فلقد أتاها بائع لإحدى الشقق في بئر خادم واشترت منه بدون وثائق ولكن عن طريق الوكالة بمبلغ قدر ب145 مليون، وبمجرد دخولها إلى هذه الشقة أعادت ترميمها وتجديدها بصفة كلية، بالإضافة إلى مبلغ الكراء الذي كانت تدفعه بصفة شهرية والذي كان يقدر بألفين دينار جزائري طيلة 12 سنة من السكن في هذه الشقة، إلا أنها تفاجأت بالمالك الأصلي وهو يطالبها بزيادة على المبلغ الذي دفعته أول الأمر عند الشراء بحجة أن البيوت ارتفعت أسعارها ولا يمكنه الآن الاكتفاء بهذا المبلغ، ولأنها لا تملك أن تزيد رفضت هذه العائلة طلب هذا المالك، فرفع ضدها دعوى قضية وتحصل على حكم لصالحه بسبب عدم امتلاكها لسندات قانونية إلا وصل الكراء، وقد اتهمته بأنه قام بفعل غير قانوني يجب أن يعاقب عليه من خلال بيعه لهذه الشقة التي استفاد منها عبر برنامج السكن الاجتماعي وقام ببيعها خلال الثلاثة الأشهر الأولى من استفادته منها، أما هذه العائلة فوجدت نفسها في الشارع بعد أن حضرت القوة العمومية من أجل تنفيذ قرار الطرد في حقها، وكما تروي لنا ربة هذه العائلة فإنها وأبنائها أحسوا بأنهم إرهابيون ارتكبوا فعلا شنيعا استحقوا عليه هذه المعاملة إلا أن ذنبهم الوحيد هو ثقتهم العمياء وعدم معرفتهم بحيل بعض الأشخاص فكان هذا مصيرهم، فأصبحوا بين عشية وضحاها بدون مأوى ولا تعويض عن الأموال التي دفعوها للمالك الأصلي للشقة·· السكن في قبو تحت الأرض بعد خسارة 145 مليون وجدت هذه العائلة نفسها في العراء بعد العيش لأكثر من 12 سنة في شقة صرفوا عليها الملايين، وفجأة تبخر كل شيء لا شقة ولا أموال، فتصدق عليهم أحد الأشخاص بقبو في إحدى العمارات بالمدنية ريثما يحلون أزمتهم بعيدا عن الشارع، إلا أن هذه العائلة لم تملك أي مأوى آخر بعيدا عن هذا القبو الذي أجبرت على العيش فيه منذ أكثر من ستة أشهر متوالية عانت خلالها الويلات واحتملت كل ما لم تتوقعه داخل هذا القبو الذي هو عبارة عن غرفة واحدة لا مرحاض بها، والأسوأ هو أنهم يجبرون على قضاء حاجاتهم البيولوجية داخل دلاء·· ووسط الرطوبة القاتلة لانعدام منافذ التهوية ومع الجرذان التي تعبث داخل هذا القبو مع هذه العائلة ليلا ونهارا، فقدت هذه العائلة كل ما كانت تملكه من أحلام خاصة فيما يتعلق بالصحة، فلقد أصيب الأبناء بعدة أمراض مزمنة كمرض آلام المفاصل والعظام الذي تعرض له أحد الأبناء وهو لا يزال في سن مبكرة·· وحسب نفس المتحدثة فإنها تنقلت عدة مرات إلى السلطات المحلية وعلى رأسها بلدية المدنية، إلا أن الردود تأتي دائما نفسها من حيث أنها يجب أن تصبر وتتحمل هذه الظروف إلى أجل غير مسمى حين تتحصل البلدية على أي مشروع سكني، وفي ظل ذلك تبقى هذه العائلة تعيش جحيما حقيقيا بعد أن كانت في راحة تامة وهي في شقتها التي دفعت فيها ملايين الأموال، إلا أنها في الأخير وجدت أنها تعرضت للنصب والاحتيال من خلال عدم حصولها على وثائق الملكية··