تشهد العيادات الجوارية في مختلف ولايات الوطن ظاهرة غريبة تتمثل في طلب الممرضين والأطباء من المرضى شراء الضمادات والحقن من الصيدليات، بحجة عدم وجود هذه المواد الطبية في قاعات العلاج، وهذا ما أثار حفيظة عدد كبير من المرضى الذين اتصلوا ب"الشروق اليومي" لفضح سرقة المواد الطبية والمتاجرة بها في عيادات جوارية، والتي يضطر المواطن إلى دفع ثمنها لإنقاذ حياته من الموت. أول ضحية لظاهرة دفع مستحقات المواد الطبية في العيادات الجوارية هو عامل ب"الشروق اليومي" أصاب يده بجروح بليغة أثناء ذبحه لأضحية العيد، ما دفعه إلى قصد العيادة الجوارية في بلدية بئر مراد رايس "لاكونكورد" ليتفاجأ بطلب غريب من الممرض الذي أرغمه على شراء الضمادات من عند الصيدلي وكذلك الشريط اللاصق من أجل إسعافه، وهو ما أثار حفيظة المصاب الذي وجد نفسه يبحث عن صيدلي والدماء تتهاطل من يديه لشراء الضمادات، وبعد إسعافه سأل الممرض عن سبب غياب هذه المواد في العيادة؟ فلم يجبه الممرض الذي أدار ظهره له. حادثٌ آخر تعرضت له امرأة في الستينيات مصابة بداء السكري وضغط الدم، أصابت يدها بجروح أثناء تقشيرها للبطاطا، فما كان عليها إلا الذهاب للعيادة الجوارية بحي البساتين ببئر خادم فطلبت منها الممرضة شراء الضمادات ما دفع المرأة التي تجاوزت الستين من عمرها إلى قطع أمتار إضافية لشراء الضمادات بأموالها وبعد علاجها قصدت مقر "الشروق اليومي" لتقدم شكوى بالعيادة التي اتهمت بعض العاملين فيها بسرقة الأدوية والمواد الطبية. قصة غريبة أخرى عاشها مصاب بداء السكري تجاوز سنه السبعين عاماً، قصد عيادة جوارية ببلدية المدنية بعدما شعر بارتفاع نسبة السكر في دمه، ما دفعه إلى قصد الطبيب الذي طلب منه شراء حقنة الأنسولين من الصيدلي وهذا ما أثار حفيظة المريض الذي شرع في سب وشتم الأطباء والمرضى ما تسبب في إصابته بارتفاع إضافي لنسبة السكر فنُقل على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا، الذي بدوره سجل حادثة أخرى لامرأة مصابة بالسكري أصيبت بانخفاض حاد في نسبة السكر ما تسبب في فقدانها الوعي والدخول في غيبوبة، وأثناء دخولها لمصلحة الاستعجالات تفاجأ الأبناء بعدم وجود آلة لقياس نسبة السكر في المصلحة التي تعد أكبر مصلحة في الجزائر فذهب أحد أبناء المريضة إلى صيدلية من أجل جلب آلة لقياس نسبة السكر. هذه بعض الحوادث التي سجلت في العاصمة، أما الولايات الأخرى فحدث ولا حرج حسب رئيس جمعية مرضى ضغط الدم السيد عمر بختي، الذي أكد أن بعض العيادات الجوارية لا تملك حتى آلة لقياس ضغط الدم فهي هياكل دون روح، وأكد أنه شخصياً قصد إحدى العيادات في مدينة بومرداس بعد إصابة ابنه بجروح فتفاجأ بانعدام خيط الجراحة في قاعة العلاج، فذهب إلى المستشفى، وبعدها قدم شكوى رسمية بالعيادة التي تبين أن بعض العمال من ممرضين وحتى بعض الأطباء كانوا يقومون بالمتاجرة بالمواد الطبية ببيعها بأسعار منخفضة للعيادات الخاصة، وطالب المتحدث المواطنين بضرورة التبليغ عن هذه الظاهرة بهدف وقف نزيف المواد الطبية في العيادات وحتى المستشفيات، وفي ختام حديثه شدد السيد بختى على وزارة الصحة ضرورة التحقيق في القضية ومعاقبة المتسببين فيها.