هو عبارة عن آلة تشبه الهاتف النقال، تكون مصحوبة بمجموعة من الشرائط بيضاء اللون، يكفي وضع قطرة من الدم على الشرائط بيضاء اللون وإدخالها بالجهاز، ثم الإنتظار بضع ثوان لمعرفة معدل السكري بالدم، عملية بسيطة يُطلق عليها إسم قياس السكري، تمكّن مريض السكري من مراقبة نفسه طيلة اليوم، وتجنبه الوقوع ضحية لبعض التعقيدات الصحية التي قد تودي بحياته. الأمر الذي دفع ببعض الصيادلة إلى تسمية جهاز قياس السكري ''بالرفيق الدائم لمريض السكري''، والذي ينبغي أن يصطحبه حيثما كان وأينما حل. توافقت أراء المستجوبين من المصابين بمرض السكري حول مدى أهمية وفعالية جهاز قياس معدل السكري في الدم، حيث أعربوا عن استحسانهم لهذا الجهاز الذي جنبهم عناء الزيارات المتكررة للمصالح الإستشفائية أو الصيدليات بغية قياسه لمعرفة معدله، وكان من بين المستجوبين عبد الرحمان ''ب'' الذي اكتشف إصابته بمرض السكري مؤخرا، ولأنه على علم بخطورة اِرتفاعه والآثار التي يمكن أن تلحق به جراء ذلك، نصحه طبيبه بضرورة اقتناء هذا الجهاز لمراقبة وقياس معدل السكري في اليوم. وقال في دردشته ل''المساء'': ''منذ أن اِقتنيت هذا الجهاز لم أواجه أية مشاكل حيال مرضي، وفي كل مرة أقصد الطبيب وأطلعه على المعدلات التي ''قستها'' خلال الشهر، فيضبط لي الدواء وفقها''. بينما حدثتنا سهام عن حال والدتها، حيث قالت ''أخي طبيب ومع هذا أعاني كثيرا مع والدتي التي كانت تطلب منه في كل مرة أن يقيس لها السكري بمجرد شعورها بالقلق، أو لأنها لم تلتزم بالحمية الغذائية. غير أنه وبعد أن علمنا بوجود هذا الجهاز، قام بشرائه وشرح لوالدتي طريقة استعماله. ولأن طريقته سهلة، أصبحت والدتي تقيس معدل السكري بالدم بنفسها، وفي حال ما إذا اكتشفت أنه غير مستقر تعرف أنها لم تتقيد بالرجيم، ما يجعلها تتدارك الأمر سريعا''. وحول أهمية هذا الجهاز بالنسبة لمريض السكري، قالت الطبيبة صليحة ''ب''، طبيبة عامة بمستشفى بولوغين في حديثها ل ''المساء'' بالنظر إلى التطورات السريعة التي يشهدها العتاد الطبي، يعد مرضى السكري من أكثر الفئات حظا، إذ بعد أن كانت المستشفيات تستقبل أعدادا كبيرة من المرضى الذين ينسون تناول الدواء، أو يتناولون بعض الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع أو اِنخفاض معدل السكري بدمهم، ما يجعلهم يدخلون في حالة غيبوبة، حيث مكنهم هذا الجهاز من مراقبة أنفسهم وضبط معدل السكر في دمهم أي أن هذا الجهاز يعمل بمثابة المنبه لحالة السكري لدى المريض. وتضيف المتحدثة: ''وتكمن أهمية هذا الجهاز في أنه يمكّن مريض السكري من قياس نسبة السكري بالدم قبل وبعد الأكل، ليتسنى له معرفة تغيرات النسبة في اليوم، وبالتالي أخذ الإحتياطات الازمة لتفادي حدوث بعض التعقيدات الصحية''. وحول كيفية استعمال الجهاز، جاء على لسان المتحدثة أن من بين أهم الامتيازات التي يؤمنها جهاز قياس السكري أنه سهل الإستعمال، إذ يمكن لكل شخص اِستخدامه، يكفي فقط أن يتابع إرشادات الطبيب أو الصيدلاني حول الطريقة الصحيحة للقياس. ولكن تنبّه المتحدثة إلى أنه ينبغي تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عند بعض المرضى، وهي أن الجهاز لا يحل مطلقا محل الطبيب، إذ يقع على عاتق المريض بعد اقتناء الجهاز أن يراقب تغيرات معدلات السكري بدمه، ويكون ملزما بزيارة الطبيب بصورة دورية، كونه يتولى مهمة تحديد طبيعة العلاج من خلال تغير النظام الغذائي له أو من خلال ضبط نسبة الأنسولين بالدم. الصيادلة يطالبون بمجانية أجهزة قياس معدلات السكري لمعرفة مدى الإقبال على اقتناء أجهزة قياس معدلات السكري بالدم، و الإنشغالات التي يطرحها المرضى، قامت'' المساء'' بجولة إلى بعض الصيدليات، وكانت البداية مع الصيدلانية حنان ''ع'' ببوزريعة التي حدثتنا قائلة: ''لدى الصيدليات على مستوى التراب الوطني أجهزة قياس السكري بنوعيات ذات جودة عالية، وهي مطابقة للمواصفات الدولية ويتراوح سعرها عموما بين 3400 إلى 3600دج، طبعا بالنظر إلى وجود بعض الفروق بين جهاز وآخر''، وتضيف مسترسلة في الحديث ''يحصل بعض المرضى على هذه الأجهزة مجانا من المستشفيات التي تتلقاه عادة من المنتجين مجانا''. وعن بعض المشاكل التي يطرحها الجهاز، جاء على لسان المتحدثة أن المشاكل التي تواجه عادة المرضى عند استعمال هذه الأجهزة تعود بالدرجة الأولى إلى عدم قيام المريض بعملية القياس بالشكل الصحيح، أو إلى عطب قد يلحق بالجهاز كأن يحدث مثلا الخلل على مستوى البطاريات، وهي أمور ينبغي أن يتفطن لها المريض حتى يصبح عرضة لبعض المتاعب الصحية. وعن أهمية هذا الجاهز بالنسبة للمرضى، تعلق المتحدثة ''هذا الجهاز مهم بالنسبة للمرضى سواء الذين اكتشف عندهم السكري حديثا، أو الذين يخضعون للعلاج بالأنسولين، لأنه بفضل هذا المعيار يقوم الأطباء بتعديل نسب الدواء أو يتم تغيره''. ومن جهتها، حدثتنا السيدة وهيبة صيدلانية بالقصبة قائلة: ''يمكّن جهاز قياس نسبة السكري بالدم المرضى من مراقبة أنفسهم. وأزاح عنهم عناء التنقل إلى الصيدليات بُغية قياسه، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تتطلب حالتهم قياس معدلات السكري أكثر من أربع مرات في اليوم، وعلى الرغم من أننا نجتهد لمساعدة المرضى من خلال تقديم هذه الأجهزة بالمجان، عندما نحصل على بعض الهبات من بعض المنتجين أو المحسنين، إلا أن الطلب على هذه الأخيرة كبير. لذا حبذا لو أن الجهات المعنية تؤمّن للمريض هذا الجهاز بالمجان على مستوى المستشفيات عوض البحث عنه على مستوى الجمعيات، خاصة وأن ثمنه بالنسبة لبعض الشرائح غير المؤمنة إجتماعيا يظل باهظا، إذا علمنا أن الجهاز الأقل ثمنا لا يقل عن 3000دج''. وهو نفس الرأي الذي لمسناه عند الصيدلانية ''زهرة'' التي قالت: ''بالنظر إلى أهمية هذا الجهاز بالنسبة لمرضى السكري الذي يمكنهم من تحقيق التوازن في نسبة السكر بدمهم من خلال مراقبته يوميا، لذا لابد لكل مريض أن يحصل عليه مجانا. وعلى الرغم من أننا نعمل على تمكين المرضى من الحصول عليه بصورة مجانية، إلا أننا عاجزين عن تغطية الطلب المتزايد على هذه الأجهزة، لا سيما وأن بعض الشرائح التي تقصدنا لا تملك بطاقة شفاء وبالتالي تكون ملزمة على شرائه في حال ما إذا لم نتمكن من تأمينه للمريض مجانا، ويكون المريض ملزما على اقتناء البطاقات التي يضع عليها قطرة الدم، سعرها 2000 دج تضم 50 بطاقة وهو مبلغ كبير بالنسبة لغير المؤمنين، لذا حبذا لو أن الوزارة الوصية تلتفت لهذه الفئة وتمكن كل مريض مصاب بداء السكري من الحصول على هذا الجهاز الذي يتحول إلى رفيق دائم له وحارس لصحته، علما أن المرضى الذين يقيسون مستوى السكري لدى بعض الصيدليات يدفعون مبلغ 50 دج لقاء القياس الواحد.