كان يوم 30 أكتوبر 1981 بمثابة المحطة التاريخية الأبرز في تاريخ كرة القدم الجزائرية، عندما حقق زملاء لخضر بلومي أحسن لاعب افريقي في تلك السنة أول تأهل للمنتخب الجزائري إلى كأس العالم التي جرت سنة 1982 بإسبانيا، بعد أن تخطوا بامتياز الغريم نيجيريا في الدور التصفوي الأخير، التي حرمتهم قبل سنة من التاج الإفريقي بلاغوس، عندما فازت النسور الممتازة بثلاثية نظيفة في نهائي كأس أمم إفريقيا 1980، وفاز "الخضر" في لقاء الإياب بملعب 17 جوان سابقا "ملعب الشهيد حملاوي حالياّ"، بهدفين لهدف، حملا توقيع كل من بلومي وماجر، بعد أن عاد المنتخب الجزائري بفوز ثمين في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين من توقيع بلومي وزيدان. ولم تكن مواجهة نيجيريا في شهر أكتوبر "المونديالي" عادية للجزائريين، وبالتحديد لسكان ولاية قسنطينة، في وقت كان فيه المنتخب الوطني يلعب مبارياته ب"التوزيع" على عدة ولايات، حيث عاشت مدينة الجسور المعلقة ليلة بيضاء قبل موعد اللقاء، بالنظر لأهميته التاريخية وسير زملاء كويسي في طريق التأهل إلى كأس العالم لأول مرة بعد فشلهم في عدة محطات سابقة، واتضحت أهمية المواجهة التاريخية من خلال الإقبال الجماهيري القياسي، الذي بلغ 70 ألف مناصر من كافة الولايات، إلى درجة أن الملعب امتلأ عن آخره على الساعة التاسعة صباحا، وسط أجواء احتفالية لم يشهد لها ملعب 17 جوان مثيلا سابقا، وهو ما تجسد في البداية القوية لأشبال الثلاثي روغوف، سعدان ومعوش، الذين افتتحوا باب التسجيل مبكرا في الدقيقة السادسة بواسطة بلومي، قبل أن يتراجع أداؤهم، خاصة على مستوى خط الوسط في ظل غياب المهندس علي فرڤاني، وهو ما استغله النيجيريون، الذين عادلوا النتيجة في الدقيقة الأربعين بواسطة المهاجم إيسما، ما أدخل الشك وسط أنصار "الخضر" إلى غاية الدقيقة ما قبل الأخيرة عندما حرر رابح ماجر الجزائريين بهدفه الشهير في مرمى الحارس بيست، مانحا بذلك أول تأهل جزائري لكأس العالم. وإن لم تكن موقعة قسنطينة المونديالية بمكانة مباريات تاريخية أخرى خاضها المنتخب الجزائري في مشواريه القاري والمونديالي، فإنها ستبقى بمثابة الخطوة الأولى لكرة القدم الجزائرية في الساحة العالمية، كما أنها شكلت أولى بوادر الاهتمام السياسي بكرة القدم، عندما وضعت الدولة الجزائرية أنذاك كل الإمكانات اللازمة من أجل تأهيل "الخضر"، وكان نزول وزير الشباب والرياضة في تلك الفترة، جمال حوحو، إلى غرف حفظ الملابس ما بين الشوطين ترجمة صريحة لرغبة الدولة الجزائرية في تأهل منتخبها إلى أكبر حدث عالمي، وهو موقف تكرر تباعا بعد ذلك في المواعيد الكروية الكبرى ل"الخضر".