ذكرت يوم أمس مصادر رسمية في كوريا الجنوبية أن سيول قررت توسيع مجال تعاونهما مع الجزائر الى قطاع التكنولوجية العسكرية المنصوص عليه في الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في مناسبات سابقة. و حسب الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الكورية "يونهاب" فان الصفقات الهامة بين سيول و الجزائر ستخص في مجال الاتصالات العسكرية والأجهزة الالكترونية أي كل ما يتعلق بتطوير التكنولوجية العسكرية. و لم تحدد الوكالة الكورية نوعية الصفقة و اكتفت بالذكر بان التبادل التجاري بين البلدين سيتجاوز مليار الدولار الذي خلال تسع شهور الأولى من السنة الجارية. و توءكد مصادر كورية انه من المنتظر ان تبرم سيول مع الجزائر صفقة بيع معدات تكنولوجية عسكرية لاسيما الخاصة بالاتصال تقدر بأكثر من 200 مليون دولار. وكان وزير التجارة و الصناعة و الطاقة الكوري الجنوبي قد أعلن الأربعاء عن استعداد البلدين لإبرام عقود في مجال العسكري و كذا لبناء مصانع بتروكيماوية و ذلك على هامش الزيارة التي قام بها لسيول نظيره الجزائري حميد تمار. ويأتي الكشف عن مثل هذا التعاون ليبين مرة أخرى انفتاح السوق العسكرية الوطنية على مجالات جديدة للتعاون وإبرام الصفقات بما يثبت التنويع وعدم الاقتصار على قطب صناعي واحد دون غيره، علما أن الرئيس بوتفليقة سبق له وبمناسبة العيد الوطني لكوريا الجنوبية في منتصف شهر أوت الفارط وأن أشاد بالشراكة الإستراتيجية بين البلدين، معربا عن ارتياحه للتقدم البارز الذي شهدته العلاقات الثنائية، كما تضمنت البرقية الموجهة للرئيس الكوري الجنوبي روه مو-هيون، إشارة بوتفليقة إلى أنه متيقن من أن الحركية التي تطبع اليوم هذا التعاون "ستعزز بالتأكيد شراكتنا الإستراتيجية خدمة للمصالح المشتركة لشعبينا"، علما أن الرئيس روه مو هيون سبق وأن أعلن نهاية قطيعة استمرت بين بلده وبعض بلدان إفريقيا من خلال زيارته لثلاثة بلدان على طائرة خاصة قبل فترة. وركزت الصحافة المحلية وقتها على رحلته التي استغرقت تسعة أيام إلى مصر ونيجيريا والجزائر، والمحادثات الخاصة بتوسيع أفاق التعاون الاقتصادي والعسكري والخاصة بمشروعات تنمية النفط المشتركة والمنتجات الصناعية الأخرى. ويكشف التحول الجزائري نحو التعاون مع سيول سياسة جديدة أصبحت تمارسها الجزائر في وضح النهار، خصوصا بعد خروجها من حالة الحصار العسكري المفروض عليها في التسعينيات، حيث قالت مصادر إعلامية في السابق أن حجم التعاون العسكري أصبح يقدر بأرقام فلكية، علما أن التوجه نحو كوريا الجنوبية لا يمثل انقلابا على الغرب المعروف بصناعته العسكرية ولا انسياقا جديدا نحو روسيا ومن يدور في فلكها من بلدان الشرق، ذلك أن سيول معروفة بعلاقتها المتينة مع واشنطن، واستفادتها من تجارب جيرانها مثل موسكو وبكين في الوقت ذاته، كما أنه يعكس ترحيبا جزائري لتنفيذ ما تم توقيعه سابقا. من خلال فتح الجزائر لأحضانها نحو التعاون من سيول، واختيارها من طرف الرئيس الكوري الجنوبي قبل أشهر قليلة في برنامج زيارته لإفريقيا، كما يعكس تغليف الخبر للتعاون في إطار الاتصالات والأجهزة الالكترونية محاولة لإتمام الاتفاقيات بعيدا عن الضوضاء الذي صاحب مثلا صفقة الطائرات بين موسكووالجزائر والتي فاقت 5.7 ملايير دولار في وقت سابق، كما من المتوقع أن يمتد الأمر إلى تبادل الخبرات في المجال العسكري خصوصا التقني منه، وهو ما يمثل تنويعا مقصودا من طرف الجزائر لتطوير قدراتها العسكرية. قادة بن عمار