بروحه المرحة وشاعريته المعهودة، دعا الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار، أوّل أمس، في اليوم الأخير من فعاليات »ملتقى شعراء جائزة مفدي زكريا المغاربية للشعر وأدب المقاومة في المغرب الكبير«، إلى فتح الحدود العربية قائلا: »افتحوا الحدود، يفتحها اللّه عليكم، اللّهم انّي قد بلّغت لألطف أناس في هذه الأمّة وهم الشعراء«، مؤكدا في نفس الوقت أنّ هذا الملتقى سيكون عربيا السنة المقبلة وبذلك يضيف سنكون قد خطونا الخطوة الأولى في تجنيد عاطفتنا من أجل تواصل نزيه وبريء ليس من ورائه أيّ غرض سياسي لأنّ السياسة »ميكروب« إذا ما دخلت أيّ مشروع فكري أو ثقافي على حدّ تعبيره مشيرا إلى انّه لا يشعر بالغربة في أيّ بلد مغاربي متسائلا: أيّ مغاربية؟ أنا لم أشعر أبدا بأنّي لست تونسيا أو مغربيا! لإحساسه بصلة الرحم. وعند تكريمه من قبل منتدى »أنانا الأدبي« بشهادة شرفية، قدّمها ممثّل عن المنتدى، عبّر الطاهر وطار عن فرحته الكبيرة بهذا التكريم لأنّه »لم يكرّم في حياته إلا كما يكرّم الذئب«. هذا وقد شهد الملتقى في يومه الختامي عدّة مداخلات لأساتذة من مختلف البلدان المغاربية منها: مداخلة للدكتور عمر حفيظ من تونس بعنوان »شعرية السخرية في الشعر التونسي الحديث« اعتبر فيها أنّ أكذوبة نهاية التاريخ قد أنتجت أدبا ميّتا، كون القصيدة تخلّت عن التجريد وأعادت اكتشاف الواقع، فيما ذهبت الدكتورة »زهية جويرو« من تونس في »مداخلة في مقاومة الاستبداد« إلى تصنيف الاستبداد على أنّه أب شرعي للمقاومة في ظلّ تواصل تأسيس إرادة الأفراد للقوانين والدساتير العربية، في حين عبّر الدكتور عبد الحميد هيمة من الجزائر في »حضور رمز الأوراس في الشعر الجزائري المعاصر من منظور دلالي« عن ولع شعراء ما بعد الاستقلال بالأوراس كرمز للنّضال وملاذ لفلسفة الحلم عند الشعراء الشباب الجزائريين. كما قدّم الدكتور يوسف ناوري من المغرب لمداخلة بعنوان »شعر المقاومة في المغرب العربي« أبحر خلالها عبر شعر الأمير عبد القادر ومفدي زكريا في بطولات الشّعب الجزائري وأدب المقاومة كأحد أشكال الكفاح ضدّ الاستعمار في المغرب العربي. ولقد شهد الملتقى في فترته المسائية أمسية شعرية جادت فيها قرائح الشعراء الفائزين ب»مسابقة مفدي زكريا المغاربية للشعر« للأعوام السابقة بمختلف اللّوحات الشعرية والإبداعية الفنّية تناولت القضايا القومية العربية والوجدانية الإنسانية، نشطها الدكتور »عثمان بيدي« الذي أعرب عن حلمه في تشكيل جريدة مغاربية وحتّى عربية، لأنّه من العار أن لا يعرف حسبه شاعر من المغرب العربي شاعرا من الجزائر، تونس أو المغرب الأقصى متمنّيا الالتقاء في فسحات أخرى وشاكرا في نفس الوقت الروائي الجزائري الطاهر وطار الّذي جمع »هذا الشتات«. أمال عزيرية