الرحلة تكلّف ما بين 6 إلى 12 مليون للحراق الواحد بغرب البلاد تشير مختلف التحقيقات الأمنية التي باشرتها عدة جهات عقب توسع ظاهرة الحراقة وتزايد أعداد الهاربين من بلدانهم إلى الضفة الأخرى، عن وجود شبكات خطيرة ومنظمة تمتد فروعها إلى ما وراء البحار، حيث يوجد تقاطع بينها لزيادة التكسب المالي وتهريب المخدرات مع توظيف ورقة الحراقة الذين يتم استغلالهم لعمليات مشبوهة، حيث يتحوّلون في كثير من المرات من "ضحايا وطن" لا يرحمهم بتوفير منصب عمل أو لقمة عيش إلى ضحايا عصابات خطيرة لا تبحث إلا عن زيادة أرباحها من خلال تهريب البشر. وفي هذا الصدد، كشفت التقارير الأمنية المذكورة أن تكاليف الرحلة الواحدة تتراوح بين 6 إلى 12 مليون للشخص الواحد الباحث عن الهروب، ويتم الاتفاق غالبا في المقاهي الشعبية التي يتم فيها بداية تسجيل المرشحين للهجرة سرا، ثم يتم دفع القسط الأول من المبلغ المتفق عليه والذي يكون في الغالب نصفه، على أن يتم دفع النصف المتبقي عند الاتفاق في مكان معين أو شاطئ سيتم منه الانطلاق. وبحسب شهادات حراقة جمعتها "الشروق اليومي" فان العملية تتم في سرّية تامة إلى درجة أن الحراقة لا يعلمون بتوقيت الرحلة إلا في الدقائق الأخيرة مما يدفع بالكثير منهم إلى السفر دون توديع الأهل والأقارب، وهو ما يزيد في لوعة هؤلاء خصوصا الأولياء الذين يصبحون في حيرة من أمرهم إذا غابت مكالمة من وراء البحر تطمئنهم عن حال أبنائهم. وكان رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم قد كشف مؤخرا، أنه تم تسجيل 35 عملية إنقاذ في عرض البحر، لمرشحين للهجرة غير الشرعية، كانوا في وضع خطر مضيفا، أنه تم توقيف 371 شخصا، ورصد 61 زورقا و 12 قاربا، فيما تمت إحالة 105 أشخاص على العدالة، علما أن القوات البحرية كشفت من جهتها عن توقيف 918 شخصا خلال عمليات البحث والإنقاذ التي قامت بها القوات البحرية، وهو ما يعني بحسب البعض أنه إن كانوا قد دفعوا 10 ملايين سنتيم عن كل شخص، فان الحصيلة من الأرباح التي جنتها شبكات تهريب البشر تتجاوز 9 مليار سنتيم، وهو رقم خيالي لكنه تقريبي جدا، لأن العمليات المتزايدة، تكشف أنه تم تجاوزه بكثير. وبرأي الحكومة وحسب رئيسها الذي أجاب منذ فترة عن سؤال شفوي في البرلمان عن الظاهرة، فإن هذه الأخيرة أصبحت تنطوي على مخاطر كبيرة بالنظر إلى الفئات الاجتماعية التي أصبحت عرضة لها، من موظفين وبطالين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 40 سنة، وكذا الشباب الذي لا يتجاوز عمره 30 سنة، نتيجة الصدمات النفسية، المترتبة عن عشرية التسعينيات، أما عن مصدر جلبهم للمال فيكون في الغالب بالاقتراض، أو بطرق غير مشروعة، حتى أن بعض الشباب الضائع في وهران وغيرها من الولايات المجاورة انخرطوا في عصابات للسرقة بغية توفير المال اللازم للرحلة، كما أنه يوجد من بين الحراقة من تقول عائلته أنه حصل على بطولات وألقاب رياضية، ومثّل الجزائر في مناسبات مهمة لكنه اختار الهروب من البلد تحت وطأة ظروف مختلفة. قادة بن عمار