لم تتوصل بعد، تحريات الشرطة، إلى تحديد هوية الشبكة التي كانت تنشط على مستوى العاصمة، ومختصة في تهريب البشر إلى خارج الوطن عن طريق الحاويات، حيث تمكنت مصالح الأمن بداية شهر مارس الجاري، من ضبط 16 شابا كانوا داخل حاوية بمصنع إنتاج المشروبات الغازية بالرويبة شرق العاصمة، كانوا بصدد الهجرة غير الشرعية إلى فرنسا. وكشف التحقيق مع هؤلاء بعد توقيفهم، وإحالتهم على مراكز الأمن، أن كل واحد منهم قام بدفع مبلغ 16 مليون سنتيم، تكلفة الرحلة "المغامرة"، ولايزال التحقيق جاريا للتوصل إلى تحديد المهربين الذين ينشطون على مستوى العاصمة. وكانت خيوط هذه القضية قد انكشفت، بناء على بلاغ أعوان الأمن والوقاية بمصنع إنتاج المشروبات الغازية الواقع بالطريق رقم 5 بالرويبة شرق العاصمة، بعد أن سجل عمّال بهذا المصنع حركة غير عادية لشباب غرباء، ليتنقل أفراد الشرطة ليلة الثالث مارس الماضي إلى عين المكان، وضبطوا داخل حاوية كانت ستنطلق باتجاه مرسيليا، 16 شابا تتراوح أعمارهم بين 21 عاما و35 عاما، يقيمون في أحياء مختلفة بالعاصمة، وحتى من ولاية بومرداس، الرغاية، القبة، الحراش، وكانوا مرفوقين بالمؤونة، وقارورة "السيروم" وأجهزة ثقب الحاوية للتمكن من التنفس. ولا تعد هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى هذا المصنع، حيث أفادت مصادر قريبة من التحقيق في هذه القضية، أن المدير العام للشركة الكائن مقرها بباريس، أبلغ وكيله في الجزائر عن العثور على فضلات بشرية داخل حاويات المشروبات الغازية التي تصل فرنسا قادمة من الجزائر، مما يشير على صعيد آخر، إلى تنفيذ عدّة عمليات هجرة غير شرعية عبر هذه الحاويات لتي استغلتها شبكات تهريب البشر، كوسيلة لتحقيق ذلك مقابل مبالغ مالية، بعد أن عرفت ظاهرة "الحراقة" أبعادا خطيرة بالسواحل الغربية للبلاد باتجاه إسبانيا وامتدت إلى مناطق الشرق باتجاه إيطاليا عبر تونس في الأسابيع الأخيرة، عبر قوارب صيد. وقد مكنت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قيادة القوات البحرية بملاحقة "الحراقة" في عرض السواحل بضبط العديد منهم، وإنقاذ آخرين كانوا سيهلكون بعد نفاد المؤونة وتعطل قواربهم، وإحباط عدّة محاولات هجرة غير شرعية، لتلجأ الشبكات على مستوى مناطق الوسط إلى استعمال الحاويات، ويجري حاليا التحقيق عن الأطراف المتواطئة في هذه العملية. وكانت قيادة الدرك الوطني قد أعلنت عن حملات أمنية مشتركة مع إدارة الجمارك على مستوى العاصمة، ستنظم قريبا بعد عمليتين بولايتي بومرداس وتلمسان، تستهدف أساسا المهربين في كل المجالات، حيث سيتم خلال هذه الحملات مراقبة السيارات المشتبه في سرقتها والحاويات لتضييق الخناق، خاصة على مهربي النحاس تحت غطاء النفايات الحديدية بعد أن ضبطت مصالح الجمارك بولاية بومرداس، خلال شهر جانفي الماضي حاوية لتهريب العملة النقدية الوطنية القديمة وكذا تهريب "الحراقة" وسط السلع. نائلة. ب