بالرغم من الإشارات الإيجابية التي أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال زيارته الأخيرة للجزائر في ديسمبر 2007، إلا أن الموقف الرسمي الفرنسي من الماضي الاستعماري، لم يساير هذا التوجه، وتجلى ذلك من خلال تصريحات جديدة لمستشار ساركوزي. هنري غينو، وهو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي، وفي حديث لوكالة الأنباء الإيطالية، "آكي"، فتح منفذا جديدا للجدل بشأن الماضي الاستعماري لبلاده، بتعويم المطلب الجزائري الداعي لاعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية، ضمن توجه عادة ما يرفعه غلاة الأقدام السوداء والحركى، وهو يجب أن يكون الاعتذار من الطرفين.وقال غينو في هذا الشأن "على سبيل المثال مع الجزائر، لا ينسى أي طرف شيئا بخصوص جرائم هذا الطرف أو ذاك، ولا ينسى معاناة هذا الطرف ولا ذاك، ولكن الآن سنبني المستقبل، لأنه كما قال الرئيس (الجزائري عبد العزيز) بوتفليقة إننا محكمون بالعمل معا بسبب الجغرافية والتاريخ واختلاط شعوبنا"، في فرنساوالجزائر. ورأى غينو أن ذلك "لا يمحي كل التاريخ المشترك ولكنه يمحي هذا النوع من الأخلاقية العقيمة التي تصر على أن تطلب من الأبناء التكفير عن أخطاء آبائهم" على حد قوله. وشدد المتحدث على ضرورة أخذ البعد التاريخي في مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي تسعى له فرنسا، واعتبر أن الجزائروفرنسا لا ينسيان الجرائم التي "ارتكبها هذا الطرف أو ذاك" خلال الفترة الاستعمارية. وأضاف غينو، المعروف بأنه أبرز المعنيين بمشروع الاتحاد من أجل المتوسط من بين المقربين بالرئيس الفرنسي "إحدى أكبر نقاط ضعف الدبلوماسية المعاصرة تتمثل بنسيان البعد التاريخي واعتبار كل ما يتعلق بالماضي ثانويا بينما هو جوهري".